الخميس، 11 يوليو 2013

عن الدم الرخيص والمبادئ التي تتجزأ

آفة حارتنا النسيان ، وآفة ثورتنا كذلك...فمع كل موقف مركب تضعف الذاكرة اكثر من ذي قبل ،فننسى ماذا كان الهدف وكيف كان الطريق! ماذا كان الشعار؟ وكيف كان المبدأ؟!!

حسبما اتذكر فاننا قد ثرنا من أجل كرامة المواطن المصري وحياته وحريته ، أي ان حياة المواطن المصري وقيمة تلك الحياة كانت هي المحرك الأساسي للثورة ضد نظام يقتل ويعذب وينتهك حياة مواطنيه بشكل منهجي ، وبالتالي كان من المفترض ان نحرص نحن معشر الثوار على حياة الاشخاص ، خاصة ونحن ندرك جيدا أن من يدفع حياته ثمنا للحياة والحرية والكرامة والعدالة هم اشجع من فينا وأفضل من فينا على الإطلاق، لكن ما حدث غير ذلك، وظلت الأمور تدفع بمزيد من الشهداء لإسترجاع حق كثير من الشهداء ولا تنتهي الدائرة، والأقسى أن البعض من معشر الثورة يهلل فرحا بالدم ويتمناه متصورا أنه بذلك تتحقق أهداف الثورة ويلتف حولها الشعب نظرا للدماء الكثيرة التي تسال.. ولكن السؤال المنطقي كان يجب أن يكون كيف تطالب سلطة غاشمة وقاتلة باحترام حياة المواطنين وانت لا تحترم تلك الحياة؟؟؟

حسبما اتذكر أيضا فاننا قد ثرنا من أجل العدالة، أي أن يتساوى الجميع وتطبق القوانين ومبادئ الثورة على الجميع، وبالتالي اندهش فعلا - ولا أزايد على أحد - من موقف بعض الاصدقاء والزملاء من المجزرة التي ارتكبها الجيش أمام الحرس الجمهوري والتي أودت بحياة حوالي 54 مواطن أيا كانت الملابسات وايا كان حجم الغضب من الإخوان ومن قادتهم القتلة المحرضين وايا كان حتى حجم السلاح الذي كان موجود لديهم في الاعتصام!!! فما هو المبدأ الذي تبني عليه هذا الموقف!!! أنسينا اليوم ما ارتكبه الجيش من مجازر في حق مواطنين سلميين بالأمس؟!! أنسينا ماذا قيل عنا ونحن نواجه بطش المجلس العسكري والداخلية!!! أليس هذا هو ما يردده بعضنا الآن ويبرر به موقف الجيش!! محاولة اقتحام! محاولة لتفتيت الجيش!! كم كبير من الاسلحة!!! كل هذا تردد عنا من قبل!!! وأنا لا أثق تماما فيما يردده اعلام وقيادات الاخوان فهم مجرمون وقتلة وقتلوا أهالينا في بين السرايات والمنيل وهاجموا الشيعة والمسيحيين وحرضوا ضدهم وقتلوا زملاءنا في الاتحادية!!! ولكن السؤال هو أين مبدأ العدالة من كل ذلك!!! اتستقيم العدالة مع هذا الشكل الانتقامي من القتل!!! أنضمن نحن حين نتخلى عن مبادئنا في لحظة معينة ضد من هم في المعسكر الخصم ونتصرف كأننا اصبحنا في السلطة، أنضمن أننا لن نتعرض لنفس الموقف! فكيف أيضا نطلب من سلطة بطبعها غاشمة ان تحقق مبدأ العدالة ونحن لا نؤمن به؟ أو نؤمن به ونطالب به حسبما يتفق مع مصالحنا؟؟؟ كيف تستقيم الثورة هكذا!!! وكيف نتبادل الادوار هكذا؟ قادة الاخوان يتاجرون بالدم، ويريدون مجزرة ليعيشون مرة أخرى في دور الضحية، ولا يهمهم كم من الاشخاص يقتلون هم أو كم من اتباعهم يدفعون بهم للموت  لحماية السلطة، لكننا دوما ما رددنا أن الدم غالي، فلنستعيد مبادئنا وشعاراتنا من ارتباكها... أعلم ان الامور معقدة جدا! ولكن من قال أن الثورة سهلة!

ثورتنا مستمرة.. عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية.. كرامة انسانية.. قيمة لحياة البشر