ترفعني تلك الحبال اللعينة كالعروس الماريونيت، تحركني دون قدرة مني على الحركة، تجبرني على اليقظة، وعلى التعاطي مع جمهور في مسرح متهالك مغمور على أطراف المدينة الحزينة.
أنظر الى سقف المسرح القديم المحطم، والذي تندلي عبره الحبال، صارخة أخاطب السماء، أخبرها أنني أريد فقط أن انهار، اتمنى لو تنقطع الحبال التي تبقيني في تلك المسرحية الرديئة، رغما عني، وتنتهي تلك التمثيلية الرخيصة.
لكن تلك الحبال اللعينة لا تنقطع، وهذا الجمهور اللعين المنبهر ببلاهة يدفعني للجنون، غياب المنطق في تلك الحياة يدفعني أيضا للجنون.
منذ أيام شعرت للمرة الأولى في حياتي أن عروقي تكاد تنفجر، شعرت بالموت يقترب، وفي الحقيقة لم أفزع من الأمر، وأفزعني ذلك كثيرا.
أكتب هذه الكلمات وأنا أبحث عن صندوق قمامة لألقي به كل شئ حققته ولم أحققه في حياتي، كل شئ أحببته، كل شئ تمسكت به، حتى مشاعري الصادقة، واختياراتي الشاقة، أحلامي المتقوصة، انتصاراتي وهزائمي، عندي اللعين، ضعفي وقوتي، أوهامي الوردية عن الحياة، إيماني الساذج بالخير والعدل، قلبي الذي أخرجته من ضلوعي عشرات المرات، كل يوم، ووضعته في كل فعل أفعله، صغيرا كان أم كبير، كل شروري واخطائي، وكل هذا الألم والغضب الذي يورم رأسي.
كل هذا لم يكن له أي قيمة، لم يضف شيئا لتلك الحياة البائسة الظالمة العابسة، التي صفعتني على وجهي عدة مرات، حتى اصبحت لا أتبين هذا الوجه الذي ظننت أنني اعرفه جيدا، ولا أتبن الخطأ من الصواب.
الآن كل شئ يبدو خاطئا، كل شئ يذهب في الاتجاه الخاطئ، لم يعد لي سيطرة على أي شئ، حتى على انفعلاتي الحادة.
لم أعد قادرة على تحمل هذا الألم في رأسى، وهذا الحزن في ضلوعي الخاوية، منذ اخرجت قلبي آخر مرة واضعته في مكان ما، ولا أفهم كيف اشعر بكل وجع القلب هذا بدون قلب.
لست وحيدة، ولكن اشعر بالوحدة، لا أريد التحدث مع أحد، مستعدة لاخسر كل الأشخاص في حياتي بسبب تصرف أحمق أو كلمة غبية.. أغضب كثيرا حين يظن شخص أنه يعرفني حق المعرفة، فيومئ برأسه الفارغ قائلا "انا عارفك/عارفاكي كويس"، يؤسفني عزيزي ان اخبرك أنك لا تعرفني جيدا، ولا تفهم ما أقوله، وهو لا يشبه ما مررت به انت، فمن الغباء والسطحية أن تمسك بكلمة تشبه ما تفكر فيه فتظن أن بيننا حزن مشترك أو هم مشترك، يغضبني الاهتمام والحصار والالحاح ويغضبني السؤال المتكرر "انتي كويسة؟" للدرجة التي تجعلني أود بقوة أن أجيب "وانت مال دين امك" حتى للأصدقاء المقربين.
لست وحيدة، ولكن اشعر بالوحدة، لا أريد التحدث مع أحد، مستعدة لاخسر كل الأشخاص في حياتي بسبب تصرف أحمق أو كلمة غبية.. أغضب كثيرا حين يظن شخص أنه يعرفني حق المعرفة، فيومئ برأسه الفارغ قائلا "انا عارفك/عارفاكي كويس"، يؤسفني عزيزي ان اخبرك أنك لا تعرفني جيدا، ولا تفهم ما أقوله، وهو لا يشبه ما مررت به انت، فمن الغباء والسطحية أن تمسك بكلمة تشبه ما تفكر فيه فتظن أن بيننا حزن مشترك أو هم مشترك، يغضبني الاهتمام والحصار والالحاح ويغضبني السؤال المتكرر "انتي كويسة؟" للدرجة التي تجعلني أود بقوة أن أجيب "وانت مال دين امك" حتى للأصدقاء المقربين.
لم يعد للاشياء قيمة، حتى تلك الكتابة الرديئة، لا تعبر عن شئ، ليس لها قيمة، ولن تترك أثرا سوى في المساحة الضئيلة التي ستأخذها في الفضاء الالكتروني الواسع، الملئ بالكتابات الجيدة والرديئة، بالمشاعر الصادقة والمزيفة، بالحقد والقسوة، بالترهات والعنصرية، بأخبار القتل اليومي وصور الدماء.
ستجد طريقها في النهاية إلى نفس صندوق القمامة الذي سألقي به كل شئ، وستنسى كما يتم نسياننا جميعا، كما ننسى أحبابنا الذين رحلوا، واصدقاؤنا الذين ابتعدوا، وآمالنا العريضة التي لم تنجو في خضام معارك فرضت علينا، ولم نخترها.
حياة ممتلئة بالكلام الفارغ، بالزيف والادعاء، حتى أنا ربما أدعي أمورا غير حقيقية، قربا غير حقيقي، صداقة وهمية، حبا كاذبا، صدقا لا وجود له،
حياة ممتلئة بالكلام الفارغ، بالزيف والادعاء، حتى أنا ربما أدعي أمورا غير حقيقية، قربا غير حقيقي، صداقة وهمية، حبا كاذبا، صدقا لا وجود له،