كل شئ في هذا الزمان اصبح بين بين، بل أن هذا الزمن نفسه هو بين بين، يبدو هذا الزمان مائعا بشكل استثنائي، لا لون له ولا رائحة، كأنه سقطة بين زمنين، زمن الانتصار الكامل والهزيمة الكاملة، لا في الحقيقة هو زمن اللا هزيمة واللا انتصار!
ونحن نشبه هذا الزمن غير مهزومين للنهاية وغير منتصرين للنهاية، ندور في دائرة بين اليأس والأمل، بين الخير والشر، بين القوة والضعف، بين الحياة والموت، بين البطولة والاستغلال، لم نعد ملائكة، ولم نصبح بعد شياطين!
تمر أسعد الاوقات حزينة، وتمر أحزن الأوقات سعيدة، لا فرح ولا حزن، كل حزن ناقص، وكل فرح ناقص، لم نعد نميز بين الفشل والنجاح، فما نظنه نجاحا ساحقا هو فشل للإنسانية ربما، وما نظنه فشلا، هو ربما أنجح الأمور في حياتنا!
قلوبنا مثقلة بالمكاسب، كل ما كسبناه خسرنا أمامه الكثير، ولكن لا أحدا في هذا الزمان يحسب خسائره! ذاكرتنا باتت لعينة، تذكرنا دائما بكل ما فقدناه في الطريق، كل ما تركناه عمدا، وكل ما تركنا، بينما اصبحنا ننسى أسمائنا كل صباح!
ننظر لدقائق في المرآة لنتعرف على نفوسنا التائهة، ولكننا لا نتذكر أخطائنا، فنعيدها من جديد، فنبقى عالقين أيضا بين خطأين وربما بين عدة أوهام نظنها هي الحقيقة، نخرج إلى العالم لنسير في طريق بين محطتين، ونظن أن هذا الطريق هو أيضا الطريق الصحيح!
لكننا صرنا على هذا الطريق لأيام طويلة، لا نصل ولا نعود!
اما أنا، فلا أختلف كثيرا عن الزمان والناس، تائهة ايضا بين طريقين، خيارين، ودائما بين محطتين، لا أستقر في مكان، لا يستقر عقلي وقلبي أبدا، أدور دائما بين مشاعر عدة وعشرات من الأفكار!
أحاول منطقة كل شئ حولي، لكن كيف لعاقل أن يحاول منطقة الجنون! ذلك المنطق الذي تمسكت به عبر السنين كطوق نجاة، كان مدخلي لفهم الحياة، رغم يقيني أن مجريات الحياة لا تخضع لمنطق!
الأقدار لا تخضع لمنطق، القلق الذي يأكل رأسي في كل ثانية بأفكاره السوداوية وسيناريوهات نهاية العالم لا يخضع للمنطق! ولكن ها أنا ذا محتضنة ما أعتبره منطقا، ظنا مني أنه عين العقل بينما أنا أتجه بخطوات ثابتة نحو الجنون!
اما أنا، فلا أختلف كثيرا عن الزمان والناس، تائهة ايضا بين طريقين، خيارين، ودائما بين محطتين، لا أستقر في مكان، لا يستقر عقلي وقلبي أبدا، أدور دائما بين مشاعر عدة وعشرات من الأفكار!
أحاول منطقة كل شئ حولي، لكن كيف لعاقل أن يحاول منطقة الجنون! ذلك المنطق الذي تمسكت به عبر السنين كطوق نجاة، كان مدخلي لفهم الحياة، رغم يقيني أن مجريات الحياة لا تخضع لمنطق!
الأقدار لا تخضع لمنطق، القلق الذي يأكل رأسي في كل ثانية بأفكاره السوداوية وسيناريوهات نهاية العالم لا يخضع للمنطق! ولكن ها أنا ذا محتضنة ما أعتبره منطقا، ظنا مني أنه عين العقل بينما أنا أتجه بخطوات ثابتة نحو الجنون!