الاثنين، 30 يناير 2012

ثورة يا بلادي

كفاية... كفاية... كفـــــــــــــاية... كل ظالم له نهاية... مصر يا أم البلاد... لسة فيكي اضطهاد ... فى السياسة و الاقتصاد... عايزة ثـــــــــــــورة يا بلادي.... عايزة ثــــــــــــورة يا بلادي

اول مرة غنيت الاغنية دي كان في 2008 تحديدا في منطقة دار السلام في مظاهرة تضامنا مع غزة فاكرة اني عيطت وانا بغنيها ومالحقتش اكمل عاطفية لان الامن هجم علينا وقتها وحاصرنا فلقيت خالد عبد الحميد كالعادة بيشدني من دراعي نمشي بره وكاننا معديين في الشارع وخدنا تاكسي وجرينا خالد انقذني كتير بعد كده في مواقف مماثلة و انا غنيت الاغنية دي كتير بعد كده واستنيت واستنيت وزهقت وبعدين فقدت الحماس وبعدين فقدت الامل وكنت بروح اي مظاهرة من باب الواجب لانه النفر بيفرق عشان كنا بكبيرنا بنبقى 50

المهم انه بعد ما كان الامل اختفى تماما شهور وشفنا اللي حصل في تونس عالتليفزيون قعدت اتنطط وبصراحة كنت حاقدة عليهم فشخ وقعدت اقول ليه مش عندنا ليه مش عندنا ولما اتحدد معاد للمظاهرة هريته تريقة قال ثورة بمعاد قال وبصراحة نظرت كتير قوي عالموضوع ده واتفذلكت لحد ما جه يوم 25 يناير 2011

**************

انا عايزة احكي شهادتي باللي اقدر افتكره من تفاصيل كتيييير وناس كتييييييييير حصلت من يوم 25 يناير لحد يوم 29 يناير 2011 وحتى بعدها لما قعدنا في الميدان وبقى بيتي وعيلتي

يوم 25 يناير الصبح كان عندي مؤتمر لمنظمات مجتمع مدني ومراكز بحثية حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكان المفروض اني بعرض بحث انا شاركت فيه كباحث مساعد وبعدين بترجم بعض الجلسات لاخواتنا الاجانب ،واحنا في البريك فتحت نيرمين نزار اليوتيوب لقينا صور مش واضحة بس كان واضح انه العدد كبير فتحنا بقنا كلنا فضلنا نتابع الفيديوهات لحد ما فهمنا انه الناس كتير فعلا فضلنا نتنطط لهالة شكر الله وعلاء شكر الله مركز دعم التنمية عشان نقفل المؤتمر بدري وننزل كنت انا ونيرمين ونادية احمد وكان في ناس طبعا اتسحبت وخلعت عالمظاهرات..المهم بعد محايلة وافقوا فقلنا احنا هانسبق سبقتنا نيرمين وانا ونادية اتحركنا وخدنا معانا اتنين زملاء من المؤتمر اجانب واحدة من هولندا والتاني من المغرب مشاركين في المؤتمر كانوا عايزين يتفرجوا عالمظاهرات اتفرقنا وكنت انا وريجنا الهولندية رايحين على مجلس الشورى نشوف ايه اللي بيحصل لسه رايحين فلقيت حسن بربري بيشدني من دراعي بيبعدني عن قنبلة غاز كانت واقعة جنبي عمل كده واختفى ساعتها بدات احس انه خطر على ريجنا وجودها في الميدان وصلتها لحته قريبة من بيتها ورجعت تاني عالميدان ساعتها شوفت دنيا كمال ولينا الورداني وبعهدا شفتا ناس كتير قوي منار وسمية وايهاب وطبعا في النص كنت بروح ميريت استريح شوية وانزل تاني شفت زملائي القدامى من البديل كل الناس كان على وشها سعادة غير طبيعية وكلهم مكانوش مصدقين، المهم فضلنا في الميدان لحد ماجه معاد الضرب اللي قبله بثواني شفت ايمان عوف وقعدنا سوا عالرصيف ولما واحد جه قالنا البنات تروح الصينية اامن اتخانقنا معاه انه مفيش فرق بين بنات وولاد _ طبعا الصينية كانت اول مكان اتفشخ اليوم ده_ المهم بدا وابل الغاز وفي اقل من دقيقة كان الميدان فضي جريت انا وايمان عند الكردون الامني على اول طلعت حرب واحنا بنعيط من الغاز ومن القهر قدامنا مش باين غير الغاز وورانا الامن والناس بتخرج من الكردون وهي بتضرب على قفاها وبيقولولهم عشان تبقوا تعملوا رجالة قوي وعسكري امن قعد يقولنا اخرجوا هتموتوا وانا حسيت وقتها انه لا اكيد الناس هترجع تعبنا قوي من الغاز و خرجنا وانا متغاظة ومقهورة قوي ومشينا مجموعات في طلعت حرب والامن ورانا بيجري وبيضرب خرطوش اللي انقذني واحد معرفوش من انه يتضرب في دماغي لما لقيته بيقولي حاسبي وبينزل دماغي لتحت والرصاص عدى من فوقيها اتغظت قوي واتقهرت ...اكتر حاجة قهرتني انه في ثانية حلم مئات الالف اللي كانوا في الميدان اتبخر لغاز مسيل للدموع حاجة تقهر فعلا.

فضل الامن يحاصرنا ويجري ورانا وشفنا مريم قاعدة عالرصيف منهارة عشان اتضربت هي وعمر واتقبض على عمر حاولنا نهديها عشان تقوم... مشيت ساعتها في باب اللوق ولاول واخر مرة في حياتي اقود هتاف وانا بعيط قعدت اقول يسقط يسقط حسني مبارك، الشعب يريد اسقاط النظام ولقيت الناس بترد ورايا حسيت باصرار عند الناس دي والموضوع مخلصش كده ...شفت ساعتها محمد عبد السلام وسلمت عليه وبعد ما قدمت شوية شفته ورا وهو بيتقبض عليه وماقدرتش اعمل له حاجة ،سمعنا انه بعض الناس في رمسيس حاولنا نروح نضم عليهم فلقينا الامن عاملنا كمين ساعتها قابلت خالد البلشي ومجموعة من البديل فاكرة خالد قالنا خلاص كده، امشوا بكل ثقة ومحدش يجري وهنمشي من هنا وفعلا اتحركنا كلنا استخبينا لحد الصبح وجالنا ناس كتير هربانة بردو منهم عمر سعيد واي حد حاول ينزل من المكان اللي استخبينا فيه كان بيتقبض عليه

************

روحت تاني يوم 26 بدري البيت نمت وصحيت الضهر واتصلت بالناس اشوف ايه اللي بيحصل من ضمن الناس اللي كلمتهم كان محمد فرج قالي في مظاهرة عند نقابة الصحفيين قلتله هاجيلك ميدان التحرير ونروح سوا رحتله عند مترو السادات طلعت حرب ولقيت تجمع ولسة بقوله هو في ايه قالي المترو مقفول والناس عايزة تركب المترو بعد 3 ثواني الزعيق بتاع افتحوا المترو تحول الى الشعب يريد اسقاط النظام مبقتش مصدقة واتصلت بخالد اقوله علشان الناس تتجمع ولانه الميدان كان مرشق امن عملوا علينا كردون في ثانية وفضلنا نهتف وبقت الناس اللي بره الكردون يهتفوا معانا لحد ما بداوا الضرب الاول فضوا الناس من حوالين الكردون وبعدوهم للرصيف التاني وبداوا يزنقونا كاننا سردين وقرروا يقبضوا على كل اللي في الكردون و الستات والرجالة الكبار عالرصيف التاني تصرخ وتعيط كنت انا ومحمد فرج من الناس اللي جوه الكردون وكان اغلب الناس شباب صغير كسروا لبنت مصورة الكاميرا بتاعتها وبقوا كل واحد يطلعوه من الكردون على عربية الترحيلات يضربوه على دماغه بالعصيان..انا خفت الحقيقة غير اني نفسي تقريبا مكنتش عارفة اخده من الحشرة بس لبست طاقية الجاكت قال يعني هاتحميني، وفضل محمد ماسك دراعي وبيحاول يحوش عني الضرب كانوا وقتها واخدين اوامر بانه مايقبضوش على بنات لانهم بعد ماخدوني انا ومحمد على عربية الترحيلات دخلوا محمد وقالوله عايزها معاك ولا تمشي فقالهم لا تمشي طبعا وراح قايلي امشي يا ماما خلاص فراح الظابط مزعقلي امشي من هنا وماشوفش وشك تاني طبعا الظباط يومها كانوا اعنف كتير من اليوم اللي قبله حسيت بذنب فشيخ اني سبت محمد بس فكرت اني عالاقل كده هابلغ هشام مبارك بانه مقبوض عليه مشيت فعلا من الميدان وبلغت الجزيرة وبلغت باهو واحمد راغب وفضلت في ميريت لحد ما الدنيا ليلت شوية بقينا بنسمع اصوات هتافات كده كل شوية فنزلنا ومعايا عم هاشم وسمية نشوف في ايه لقينا مظاهرة في شامبليون واتضرب عليها غاز كتير قوي فاتفرقنا وبعدين طلعوا العيال من شارع تاني فضمينا عليهم وفضلوا يجروا الامن وراهم طول الليل زي القط والفار ولما الامن يتوه يطلع واد من اي شارع بالفانلة يصفرلهم ويقولهم من هنا من هنا...يومها كنت سعيدة قوي بالاداء ده وشميت غاز بديني لانهم كانوا بيضربوا عشر قنابل غاز على عشرين واحد،،،تعبت بعد شوية وقررت اروح في الطريق اليومي اللي لازم اعدي فيه من جنب وزارة الداخلية

************

يوم 27 كان يوم هادي بالنسبة لي حسيت انه 28 هايبقى يوم عظيم فاغلب الناس وفرت طاقتها انا قررت اعدي على هشام مبارك اساعد شوية في جبهة الدفاع عن متظاهرين مصر مع احمد راغب ومزن كانت كلها تليفونات تقطع القلب من ناس مش عارفين عيالهم او اخواتهم او ابهاتهم فين من يوم 25 واخبار بقى عن مظاهرات هنا ومظاهرات هناك واصابات هنا واصابات هناك وشهدا هنا وشهدا هناك.. المهم شوية ومشيت روحت علطول وكنت عارفة انه التليفونات هاتتقطع فحاولت اعرف خط السير بكره هايبقى ايه ويومها مكانش بايت معايا رفيقتي في السكن اسماء فكلمتها بليل عشان اطمن انها كويسة ونمت وانا ناوية انزل المسيرة اللي جاية من المعادي عالتحرير مرورا بالقصر العيني اللي انا كنت ساكنة في شارع متفرع منه في المنيرة سعد زغلول

**********

يوم 28 يناير كنت ناوية اصحى من النوم بعد الصلاة افطر واخد دش وانزل عالمسيرة اللي جاية من المعادي وهتعدي من تحت البيت في شارع القصر العيني ،كنت نايمة وصحيت على صوت الهتافات فتحت الشباك شفت مشهد الولد اللي وقف قدام مدرعة الميه وهو حاطط ايده في وسطه قررت البس فورا وبعدين بصيت تاني من الشباك شفت ولد تاني مسك قنبلة الغاز بايده ورماها عالامن..ساعتها قلت ما بدهاش نزلت في ثواني..شوية والامن فضل يحاصرنا لحد مالقيت نفسي جوه مدخل عمارتنا ومعايا ناس كتير ومنهم مصابين بقيت اطلع اجيب خل وبصل وبن وانزل لحد ما الامن رمى غاز جوه المدخل وبعدين دخلوا عشان يطلعونا..طلعت مع الناس كاني مش من هنا والبوابة تعيط وتقولي رايحة فين اقولها معاهم واللي يحصل يحصل فضلنا محاصرين كتير في الشارع لحد ما قابلت عبد الحفيظ وبصعوبة خرمنا ووصلنا وسط البلد وبعد معارك كر وفر كتير اقتحمنا ميدان طلعت حرب وبعده التحرير ماكناش مصدقين نفسنا طبعا كنا في نعمة مقارنة باللي حصل للناس على الناحية التانية فوق كوبري قصر النيل واللي فضل يحصل بعد كده في القصر العيني والداخلية واللي عرفناه بعدين من اللي كان بينجح انه يرجع من هناك حي ، منار حكتلنا تاني يوم لانها ساكنة جنب وزارة الداخلية واتحبست في البيت بس سمعت ضرب النار والصريخ والقتل طول الليل لحد تاني يوم وايهاب كان في القصر العيني وجه وش الفجر ميريت وحكالنا عن كم القتل اللي استمر هناك ..قبل ده بساعات بعد ما حررنا ميدان التحرير- اللي كنت بتخانق فيه دايما مع الامن لما بيصروا يطلعوني فوق الرصيف جوه السور وامشي من بره بالعند- قعدنا في الميدان وشوية وطلعنا ميريت ،وبعدين سمعنا انه في سرقة للمتحف المصري فنزلنا وكان معايا رامي يافي وواحد صاحبهم ورحنا ماشفتش حاجة ولا حد عند المتحف بعدين شفت اسماء بتعيط من الغاز وقعدت اقولها النصيحة اللي كنت بامشي اقولها للناس طول الاربع ايام اللي فاتوا ماتحطيش ايدك في عينك نفي كويس في المنديل ،كنت بره في نص الشارع قرب عبد المنعم رياض وهي عالرصيف كنا سمعنا انه الجيش هاينزل ببص ورايا لقيت دبابات كتير داخلة عالميدان بصراحة اتسرعت وكان كل توقعاتي انهم هايفشخونا رحت ماسكة في رامي وجارية عالرصيف خصوصا انهم كانوا ماشيين بسرعة وحسيت انهم هايخشوا يدهسوا الناس كلها بعد شوية رجعت على قلب الميدان فلقيت الناس بتهتف في الاول للجيش يا جيش اهالينا اوعي تضرب فينا بقيت باهتف معاهم وبقول يمكن نستعطفهم كان عندي ثقة انهم جايين علينا مش معانا والناس بقى بقت تديهم ورود وتبوسهم وتقول الجيش والشعب ايد واحدة فحسيت انه ده ذكاء شديد من الناس اصله مش معقول واحد هييجي يبوسك ويديك وردة تضربه بالنار!! هديت شوية مع اني طبعا تاني يوم اتسرعت تاني لما لقيت الدبابت بتاخد الناس عليها وتمشي قلت هايحبسوهم مكنتش عارفة انهم بيفسحوهم!!!واندهشت فعلا

********


يوم 28 بليل فضلت في الميدان لمتاخر وبعدين طلعت ميريت ماروحتش اولا لانه الناس ومن بينهم صحابي كان بيتقبض عليهم من بيوتهم ثانيا كنت عايزة ابقى قرب الميدان وفضلت بقى في الميدان اروح وامشي ابتداء من يوم 29 لحد 28 اللي فات وسط عيلتي الكبيرة اللي فضلت احس وياهم بالامان طول اوقات الاعتصامات والمظاهرات بعد كده....

في الاربع ايام دول وبعدهم خسرت ناس فقدت الاحساس وكانت ضد الثورة برغم كل الدم اللي سال ،وكسبت صحاب اجدع ناس في الدنيا واللي هم اقرب ناس ليا دلوقتي وقضيت معاهم اغلب اوقات الثورة من اول يوم لحد دلوقتي دنيا وسمية وعيسى وداليا وسعاد واحمد علي واياد ابراهيم وتاح وفرح وابو سعده وخليل وناس كتير اكتشفتهم واكتشفوني في الثورة،ورجعت تاني لحبيبي بعد ما كنا متخانقين وشاركنا في الثورة سوا ،وكلمت بابايا بعد اربع سنين من المقاطعة بعيط وبقوله عملنا ثورة وهو فرحان قوي، وكتبت لاول مرة عن جدي اسماعيل المهدوي اغلى حد في الدنيا بالنسبة لي وهديتله كل حاجة عملتها في الثورة يمكن تاخدله جزء من حقه وحلمه وعمره اللي ضاع على ايد النظام العسكري من 52 ،و مامتي اللي عيطت من فرحتها بيه والناس الكبيرة الكتير اللي قالولنا اننا رجعنالهم روحهم من تاني ، اتاكدت من معزة اتنين من اهم واعز اصحاب ليه في الدنيا منار وخالد اللي عيطنا سوا من فرحتنا وكنت عارفة انهم حاسين نفس احساسي واللي شاركنا سوا النكد المتوالي وقت الاعتصام الاول وبعد التنحي لحد دلوقتي على ايد المجلس العسكري دراع مبارك اليمين..بس فضلنا طول الوقت عندنا البصة بتاعت احنا عملناها بجد!!!وفضلنا كتير مكسوفين نقول اننا كان لينا اي نشاط سياسي قبل كده من البطولة اللي شفناها للشباب اللي كان اول مرة ينزل مظاهرة في حياته وفضلنا كتير مش عارفين نقول كلمة ثورة لاننا مش مصدقين



انا قعدت كتير على ما استوعبت وبصراحة لسة بستوعب لحد دلوقتي ولسة باندهش ولسة باتخض في حاجات كتير عملناها بقوة الدفع والغضب والقهر ومشوفناش جمالها وعظمتها الا بعد وقت طويل بس احنا فعلا عملنا حاجة عظيمة وهانكملها وهاننجحها



الأحد، 22 يناير 2012

عن مقال ليبراليون من منازلهم للدكتور عمرو حمزاوي نشر في جريدة الشروق بتاريخ 22 يناير 2012


يعني بصرف النظر عن شتيمة المدافعين عن الحرية على اطلاقها واللي بعتبر نفسي واحدة منهم

اولا :الدول اللي  استشهد بيها الدكتور عمرو في مقاله واللي مانعة او مقيدة  المواقع الاباحية بتشترط فيها استغلال النساء القصر او الاطفال وده اصلا مش مطروح في الحوار ومحدش هيدافع عن استغلال قصر يعني بس مابيمنعوش النساء البالغة واللي مقررين انهم يشتغلوا في الدعارة مثلا ويعملوا دعاية لنفسهم على الانترنت، الدول دي اصلا افلامهم السينمائية بطرح خالد عبدالله وعمرو حمزاوي تعتبر اباحية فيبقى المفروض يلغوا السينما كمان!!! يعني القصد ان الدول دي اكيد مش نموذج يستشهد بيه دكتور عمرو في مناقشة مع اسلاميين لانه الاباحية عند الاسلاميين مش بس في الدعارة واللي اصلا مايهمهمش فيها استغلال اطفال لكن الاباحية ممكن توصل لعدم لبس حجاب فيبقى منطقي انه اذا قفلنا المواقع الاباحية يبقى نلبس البنات حجاب بردو عشان الفتنة ونبقى مابنتكلمش عن حرية بقى ساعتها.

الحاجة التانية :انه لما الدكتور عمرو حمزاوي اللي اغلبنا دعمه في مواجهة الاسلاميين في البرلمان _ مع اني مكنتش منهم _ يسيب حرية الابداع وحرية الرأي وحرية التعبير وغيرها من اولويات ويرجعنا قرون ورا بانه اصلا في الظرف الراهن يناقش منع المواقع الاباحية من عدمه يبقى بيخسرنا كتير جدا ومن حقنا نعترض على ده وخصوصا لما بفتكر فرحة اصدقاء خصوصا من دايرته بانه بقى عندنا ممثل ليبرالي في البرلمان قدام الاسلاميين لكن كل الامل ده اتهد لما انسحب د.عمرو من معركة قبل ما تبتدي وفي تقديري باسوا طريقة ممكنة.

الحاجة التالتة: انا مش ليبرالية انا يسارية وبفتخر بذلك جدا واعترف ان هناك بعض التشابهات بين الفكرين وكثير من الاختلافات بس الحقيقة  ومع كامل التقدير للدكتور حمزاوي ولكن هناك حقيقة اود ذكرها انني لا اذكر انه كان له نشاط سياسي  قوي قبل الثورة عشان يقدر يقول بثقة مين ناشط سياسي من منازلهم ومين في الشارع!!واعتقد انه كتير من الناس اللي قصدهم في مقاله وانا اعرف بعضهم كانوا في الشارع بيتسحلوا او في شغلهم بيتعرضوا لمضايقات وتضييقات من النظام من سنة 2003 ويمكن من قبلها كمان من اجل الدفاع عن الحرية وعن العدالة الاجتماعية. ومن حقهم يدافعوا عن حلمهم بالحرية اللي دفعولها تمن غالي على تفاوت درجاته

الحاجة الاخيرة: ان دكتور عمرو لازم يتفهم انه شخصية عامة وانه على الشخصية العامة عبء تحمل الانتقاد خاصة لما يكون الانتقاد من الناس اللي وصلوه الى البرلمان او من الناس اللي  المفروض انهم محسوبين معاه في نفس الجبهة اللي المفروض بتدافع عن مدنية مصر في مواجهة العسكر اولا ثم الاسلاميين ثانيا

احنا مش هنجزأ الحرية، الحرية قيمة وحق ومبدأ وبعد كل العنف اللي واجهناه عشان الحرية دي اصرارنا بيزيد عليها من اجل شهدائنا ومن اجل ثورة لم تكتمل لن نقبل بحرية منقوصة  كما لن نقبل بثورة منقوصة

الخميس، 12 يناير 2012

عن المجلس العسكري والاخوان( عن النظام القديم والجديد)

تناقشت في الفترة الاخيرة مع كثير من الاصدقاء الذين ارتأوا انه لا حاجة لنا لمواجهة المجلس العسكري  ثم  تسليم السلطة للبرلمان اي تمهيد الطريق خالية للاخوان، وانه لا داعي لمزيد من الشهداء والضحايا في سبيل حصول الاخوان على السلطة دون متاعب
اكن كل الاحترام لوجهة النظر تلك وغيرها  ولكني اختلف معها بشدة وهذا ماكنت ارد به على اصدقائي ممن لا يحبذون اسقاط المجلس العسكري وتسليم السلطة للبرلمان :
اولا: لا توجد اي اسس للمقارنة بين المجلس العسكري وجماعة الاخوان المسلمين فعلى كل اختلافي مع الاخوان وإتهامي لهم بالرجعية والانتهازية معا الا انهم يمثلون نظاما جديدا اما ترك السلطة للمجلس العسكري لا يمثل سوى بقاء النظام القديم والذي يحافظ عليه اهم ركن من اركانه وهو المؤسسة العسكرية وهنا فرق شاسع بين الاختيارين مابين الغاء ما بدأنا به في طريق الثورة وكأنه لم يكن وما بين بناء نظام جديد اختلف معه سياسيا واقتصاديا وثقافيا  بل واخلاقيا  وسوف اتصادم معه لاحقا للحفاظ على الديمقراطية والحقوق والحريات الشخصية والعامة لكنه يظل في النهاية نظاما جديدا وله شرعية اعترف بها طالما لم يستبد بالحكم وطالما سمح بمعارضته وبتداول السلطة والا فلتكن ثورة اخرى ضد الاستبداد الجديد . اما المجلس العسكري ليس له شرعية وان قبلنا به يوما جديدا فكأننا قبلنا بمبارك رئيسا لتسعة اشهر كما طلب فلا فارق بينه وبين العسكر بل هو من قاد المؤسسة العسكرية على مدار ثلاثين عاما

ثانيا: يخطئ من يثق في ان المجلس العسكري وجوده هام للحفاظ على علمانية الدولة وعدم أسلمتها فالحقيقة ان المجلس العسكري لا يهمه شكل الدولة فيما يخص علاقتها بالدين لكن يهمه شكل الدولة فيما يخص علاقتها بالجيش اي ان تدخله في الدستور لن يكون لصالح دولة علمانية بل سيكون لصالح دولة اسلامية عسكرية وهو اسوأ بكثير من ان تكون دولة اسلامية فقط

ثالثا: لا اعتقد ان الاخوان سيدخلون في مواجهة مع المجلس العسكري بل الارجح ان يتحدا ويعقدا الصفقات فهم جماعة ذكية وتعرف جيدا من اين تؤكل الكتف والدليل على ذلك جميع المواقف الموالية للمجلس في الفترة الاخيرة، لذا علينا الا نراهن على نلك المواجهة بمنطق" الاتنين يخلصوا على بعض" فهذا لن يحدث بل سنجد انفسنا في النهاية في مواجهة قوة غاشمة مزدوجة معها الدين والسلاح وهذا امر علينا ان نحاول قدر الامكان عدم السماح به

رابعا: لم يستشهد المصريون من اجل الاخوان وابدا لم نمهد ولن نمهد لهم الطريق لقد مهدنا الطريق لاختيار الشعب ايا كان، الحقيقة ان الاخوان هم الوحيدون تنظيميا الذين استطاعوا في عهد مبارك التوغل في المجتمع  بقوة لذا كان من الطبيعي ان يحصلون على اغلبية البرلمان فهم يروجون جيدا لمأساة القائهم في غياهب السجون وكأنهم كانوا الوحيدين الذين قمعهم نظام مبارك كما انهم استطاعوا باموالهم وقدرتهم التنظيمية العالية واتحادهم النسبي ان يتوغلوا في المجتمع من خلال خدمات كثيرة قدموها على مدار السنين اما نحن التيارات السياسية الاشتراكية او  القومية وغيرها لم نمتلك المال الكافي ولم نمتلك التنظيم والاتحاد الكافيان حتى ان تواجدنا في الاعتصامات والمظاهرات تضامنا او دفاعا عن الحقوق واعتراضا على حكم مبارك كان يتم تصنيفنا على أننا مجرد صحفيين ونشطاء وكان في هذا خطأ كبير، لم نكن نطرح  افكارنا خاصة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بقوة ووضوح  وبالطبع  كان في صالح  الاخوان  ان الدين اسهل على الاقناع في مجتمع متدين عن الاشتراكية على سبيل المثال  .اعتقد اننا الان امام فرصة عظيمة  ليعلم الناس من نحن وما نصبو اليه اجتماعيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا

خامسا: نحن لا نمتلك رفاهية الاختيار تلك في ان نفعل هذا ولا نفعل ذاك نحن نضطر غالبا لردود افعال من بعد الثورة فنحن نواجه نظاما غشيما عجوزا امنيا لديه خبرة عظيمة في الاستبداد والمناورة والكذب والمؤامرات وللاسف لم يكن لدينا يوما ذلك الحل السحري بتغيير النظام بمؤسساته واركانه في لحظة واحدة لذا فالامر استغرق ولا يزال يستغرق وقتا طويلا كي نقضي على النظام (حته حته) فهو ليس بالامر الهين لذلك علينا ان نتحلى بالاصرار وطول النفس والاهم من ذلك اننا نواجه ثقافة مجتمعية تميل الى الرجعية والى الاستقرار وذلك يحتاج الى جهد اكبر

لست متشائمة على الاطلاق فقط علينا ان نعي ما نحن بصدد مواجهته ولدي كل اليقين اننا سننتصر وسنسقط المجلس العسكري عديم الشرعية وسنفرض على النظام الجديد ايا كان الثمن احترام الشعب وحقوقه وحرياته  وفهم انه دائما مصدر الشرعية،نحن لسنا اقلية وسينضم علينا الكثيرون فلقد فهم الشعب حقوقه و مضى عهد الاستبداد بنظامه القديم وبأي محاولة لتكراره في نظام جديد

الثورة مستمرة ويسقط حكم العسكر
موعدنا 25 يناير 2012 لاستكمال ما بدأناه


 






الجمعة، 6 يناير 2012

25 يناير 2012

 الى اصحاب دعاوي عدم النزول مرة تانية للشارع عشان البلد ما تخربش وعشان الجيش مؤسسة عظيمة احب اقولكم الاتي:
اقتصاد البلد كان خربان ولسة  خربان لانه الفلوس المسروقة لسة مارجعتش
اقتصاد البلد خربان لانه الحد الاقصى للاجور والحد الادنى للاجور 1200 لسة ماتطبقش يعني ايه واحد مستشار بيروح ساعتين في الاسبوع ياخد 100 الف جنيه وموظف ولا عامل بيشتغلوا بقالهم عشر سنين مرتبهم مايعديش ال500 جنيه
ليه الناس بتشتم في العمال ولا سواقين النقل لما بينزلوا يطالبوا بزيادة مرتباتهم وهم بيعولوا اسر وحاسين بالعجز تجاههم ليه يطلع عينهم في الشغل عشان الحكومة ولا رجال الاعمال الحيتان ياخدوا عرقهم ليه الناس تقبل تتظلم؟؟؟ اما الناس اللي بتولول عالبورصة اللي هي مجرد تداول للفلوس ولا تنتج نكلة في اقتصاد البلد بل بتصب في الشركات العالمية الكبيرة اللي مسيطرة على العالم وخربت اقتصاده، اللي مكانش لاقي شغل لسه مش لاقي شغل واللي كان بيشتغل لسه بيشتغل والسياحة اتضربت من كلام الحكومة والمجلس عن المؤامرات الخارجية والجواسيس اللي خلت الناس تفشخ سفير سلوفينيا فمبقاش حد بييجي لا سياحة ولا استثمار

مؤسسات البلد اللي هاتخرب خلال الثورة دي من اول يوم فيها لاخر يوم فيها ايه اللي خرب لو كانوا الثوار عايزين يخربوا مؤسسات البلد ماولعوش في مجمع التحرير او مجلس الشعب او مجلس الشورى ليه في اوقات الاعتصام المختلفة واللي عايز يخرب بالمناسبة بيخرب ويجري مش بيقعد شهر وبعدين يولع في مبنى الثوار مش مخربين الثوار حموا المؤسسات دي وهايحموها مع انه اي بلد في العالم قايمة بناسها مش بشوية طوب
الناس بتقول الثوار هم اللي ولعوا في المجمع العلمي مش الجيش والشرطة لانه اللي رمى مولوتوف كان لابس مدني ومع انه في صور للاشخاص اللي رموا مولوتوف بالزي المدني وهم لابسين لبس عسكري
هي الناس ناسية ليه انه في جهاز امن دولة وانه في تحريات تبع الجيش والداخلية ودول لبسهم ملكي وبيتعاملوا ليه انه الناس دي مبقتش موجوده وخلاص بقوا ثوريين ومش هيدافعوا لاخر لحظة عن المزايا اللي كانوا بياخدوها في النظام القديم اللي هو احنا بنسميهم الثورة المضادة بداية من المجلس العسكري لحد الداخلية

نيجي للجيش ودفاع الناس عنه لما الناس بتقول الجيش يرجع لثكناته هل ده معناه نفيه؟ هل ده معناه انه مايحميش البلد امنيا؟ بالعكس معناه انه يركز في شغلانته الاساسية وهي حماية البلد مش قتل المواطنين هو احنا ليه عايزيزن نحاكم مبارك مش لانه قتل الثوار؟ طب مالجيش بردو قتل الثوار اشمعنا هو نصهين عليه
نيجي بقى لانه حمى الثورة ورعى مطالبها,مبارك ماتحاكمش والمشير عمل زي صاحبة عدوية اللي غنالها" اديك تقول ماخدتش وان خدت ماتدينيش وتشوفني تقول ماشفتش بقى انت ماشفتنيش" وقال مبارك مامرش بضرب النار يعني الناس اللي ماتت دي كلها فوتوشوب والناس اللي قتلها المجلس العسكري بردو فوتو شوب بما انه كل مرة بيقولنا لم نطلق الرصاص
الجيش كان عنده فرصة تاريخية لحماية الثورة فعلا ولانه الناس تطنش عن المزايا والسلطات الخرافية للمؤسسة العسكرية في مصر بس اللي حصل انه فشل تماما سياسيا وتصور انه بالقتل الناس هاتسكت على فشله بس اللي حصل انه المجلس العسكري تحول بالتدريج الى مجرم حرب وغير كده مفيش حاجة اتغيرتغير انه بس الناس عرفت حقوقها ومبقتش تسكت
والاشخاص اللي بتشوف مشاهد القتل والسحل وتقول فوتو شوب او بلطجية وكانهم عايشين في النرويج وفاكرين انهم بعيد ميعرفوش كام من الاشخاص استشهدوا وكانوا بس معديين في حتت بالصدفة حصل فيها اشتباكات مش قادرين يتعاطفوا مع طالب او شيخ يتقتل ويقولوا بلطجية مش قادرين يتعاطفوا مع بنت اتعرت في الشارع طب مش قادرين يحسوا انه في حوالي تلاتين الف بنت في مصر اجدع منهم ونزلوا في مسيرة كبيرة عشان بلدهم

الخوف احساس انساني جدا وكلنا بنخاف ومانقدرش وماينفعش نزايد على حد بيخاف على نفسه وعلى اسرته وعلى حياته بس عمرك ما حسيت انه لازم في مواقف معينة يبقى حواليك ناس لانك لو لوحدك هاتتبهدل مثلا خناقة في الشارع لو انت لوحدك هاتضرب لو معاك جيرانك هاتحموا بعض.؟ مانزلتش تدافع عن جارك عشان يمكن تحتاجله؟ بتخاف من كلمة الحق يبقى انت على باطل بتخاف على حياتك الموت ممكن يجيلنا في اي مكان واحنا عالسرير مابالك بقى لما يكون جارك ده نازل عشانك انت عشان حقك وحق عيالك عشان ما يجيش ظابط في يوم من الايام يقبض على حد من عيالك ظلم ويبهدل كرامته ولا يعري مراتك في الشارع ولا يضربك انت عشان قاوحت معاه واوعى تفتكر ان المشي جنب الحيط بيحمي لانه الحيط نفسه ممكن يقع عليك
اذا كنت لسة خايف حقك بس عالاقل فكر واعقل الكلام لو مش عايز تنزل عالاقل ادعم اللي بيعرضوا حياتهم للخطر من بيتكوا وبلاش تشتم فيهم وتشنع عليهم قاطع التليفزيون المصري الكداب عالاقل انزل لما يبقى العدد كبير اهي حماية وامان بردو اكسر الخوف وجرب تحس الانتصار والتحدي وقوة الحق اللي لا يضاهيها قوة
لو انت في شغلك المفروض تترقى ورقوا واحد تاني وانت لا عشان يقرب للمدير هاتسكت، ولو بعد الشر حد من عيلتك عيي عيا كبير مكلف هاتعمل ايه لو قالولك لازم تدفع فلوس مش معاك لانه العلاج في مصر للاغنيا بس ، لما عيالك اللي بيتخرجوا من جامعات مصرية مايلاقوش شغل وده واجب على الدولة واصلا يقعدوا 21 سنة وفي الاخر مايتعلموش حاجة بعد ما تكون صرفت دم قلبك لو مش عايز تتضامن مع حد متاكل حقه اتضامن مع نفسك ومع حقك وحق عيالك واكسر الخوف وانزل 25 يناير  2012 طالب بتسليم السلطة ورحيل  المجلس العسكري عن السلطة وعودته لثكناته طالب بحقوقك اللي لسة ماخدتهاش عيش حرية وعدالة اجتماعية
ياللي بتسأل احنا مين احنا شباب خمسة وعشرين احنا الجذر في قلب الطين وهنوقعهم مش خايفين ولثورتنا مكملين

2011 السنة الاهم في حياتي بدون تخطيط

اتعودت اني كل سنة باحسب اللي انجزته في السنة اللي فاتت وبتمنى امنيات للسنة الجديدة
في نهاية 2010 كانت اكبر امنية ليا في 2011 اني اسجل رسالة الماجستير اللي كنت خلاص اخترت موضوعها
بس جت 2011 وانجزت فيها اهم انجاز حصل وبيحصل وهايحصل في حياتي كلها شاركت في ثورة ومكانش على ليستة 2011
يمكن الكلمة بقينا بنقولها كتير ومابقتش بتخضنا قوي دلوقتي زي ماخضتنا في الاول
بس الحقيقة انها خضتني فعلا ولسة بتخضني لما بقف عندها،في الكام سنة اللي قبل الثورة كنت بانزل مظاهرات وكنا بنهتف فيها ضد مبارك وكنا بنقول عايزة ثورة يا بلادي كنا بنقاوح شوية وبننتصر شوية وبنحبط كتييير بس كنت متصورة اني هاقضي حياتي كلها اشارك في مظاهرات من 100 شخص بالكتير الناس بتتريق عليها وبتحقق مكاسب قليلة قوي مش هاضحك على نفسي انا في الاخر فقدت الحماس شوية وفقدت الايمان بانه فيه اي نتيجة
لحد يوم 25 يناير الساعة 3 الضهر لما نزلت ميدان التحرير عيطت من السعادة مكنتش مصدقة انه الناس دي كسرت الخوف وقررت تعيش لان الثورة بالنسبة لي هي اني اعيش اما الرضوخ هو الموت ساعتها مبقتش انا بقيت مجرد جزء من الكل وحسيت بامان قليل ما حسيت بيه حتى وسط الغاز ومطاردة الامن كان بالنسبة لي يومها لو ماحصلش حاجة بس وجود كل الناس دي في الشارع مكسب بس كنت غلطانة لانه الناس دول علموني باصراراهم انه احنا مش هانرضى بالقليل
لحظات كتير كلها ليها مشاعر متطرفة من الفرح والاحباط فرحتي مالحتقش تكمل لما الميدان اتفض بليل في دقيقتين وبعد الحشد الكبير من الثوار مالقيتش غيري انا وايمان عوف عند الحاجز وقدامنا حشد من الغاز وورانا حشد من الامن المركزي مكانش قدامنا غير اننا نخرج من الميدان بس فاجاتنا الناس انها لسة بتتجمع في شوارع وسط البلد وبتهتف هنا اتاكدت انه الموضوع تعدى مجرد مظاهرة كبيرة وانه الناس دي مصرة فعلا على اسقاط النظام حتى مع المطاردات وتفريقنا
تاني يوم 26 يناير وبالرغم من انه الميدان كان محتل من الامن لمنع اي محاولة للتظاهر سمعت انه في حاجة عند نقابة الصحفيين نزلت رحت عالتحرير اشوف الدنيا هناك واقابل محمد فرج عشان نروح النقابة، اول ما وصلت عند مترو التحرير لقيت الناس بتتخانق عشان المترو مقفول في ثانية تحول الهتاف الى الشعب يريد اشقاط النظام مصدقتش نفسي للمرة التانية قد كده الوعي عالي اتكردنا طبعا والناس اللي بره لما حاولوا يهتفوا معانا اتضربوا وبعدين احنا اتضربنا واتقبض على محمد وانا اتقبض عليه وسابوني في ساعتها رجعلي تاني الاحباط وشكيت انه القمع الامني اللي احنا عايشين في ظله اقوى مننا فضلنا من يوم 26 لحد 28 في لعبة القط والفار اللي بالنسبة لي كانت لعبة جرينا فيها الامن ورانا في شوارع وسط البلد كلها لما قطعنا نفسه
28 طبعا كان الفيصل وقتها كنت ساكنة في القصر العيني صحيت عالمسيرة جاية من المعادي بصيت من الشباك شفت البطل اللي وقف قدام مدرعة الميه كنت ناوية افطر واخد دش وبتاع لما شفت المشهد ده لبست ونزلت جري عالمظاهرة
فضلنا في مطاردات واتحاصرنا لحد ما بقيت مزنوقة من الامن في مدخل عمارتنا عملت نفسي طبعا ماليش علاقة بالعمارة وخرجت مع باقي الناس قابلت عبد الحفيظ سعد بالصدفة ولفينا المجرة عشان نلاقي مخرج لوسط البلد من الحصار في القصر العيني ومنصور
المهم نجحنا اقتحمنا ميدان طلعت حرب وبعدين اقتحمنا ميدان التحرير ورجينا اركان النظام وكبرت عيلتي فجأة ل 2 مليون عشت معاهم في ال18 يوم كل لحظات الترقب والاحباط والزهق والحماس والغضب وميريت المكان اللي قضيت فيه ليالي كتير في الاعتصام وعرفت من عم هاشم معنى التفاني والكرم والنضال قابلت ناس كتير وعرفت ناس كتير حلوة علموني حاجات كتير من غير ما يقصدوا منهم شباب الالتراس الصغيرين اللي كانوا بيقودوا الهتافات وبيغنوا بليل في الميدان لمنير والشيخ امام
المرة الاولانية اللي اترعبت فيها لما شفت الدبابات جاية عالميدان وساعتها كنت واقفة في نص الشارع عند المتحف المصري مكنتش عارفة هم هيعملوا ايه وتصورت انهم جايين يدوسوا الناس ويمشوا جريت طبعا من وشهم وهتفت وانا متوجسة مع الناس الجيش والشعب ايد واحدة ،المرة التانية اللي اترعبت فيها كان يوم موقعة الجمل انا ومنار وعيسى كنا رايحين الصبح عالميدان من وسط البلد فجأة وكأن وسط البلد غيمت هجوم ممن يسمون بابناء مبارك او بلطجيته او ايا كان وبدأ ضرب الطوب انقذنا صاحب نت كافيه استوريل ودخلنا المحل وقفله بعد ما شفنا بلطجية مبارك بيفشخوا الناس حوالينا ضرب قعدنا ساعتين جوه بنسمع ضرب واهات والم وصريخ وطوب لحد ما هجموا علينا اتنين منهم في المحل انا فعلا خفت قلنالهم انه احنا ساكنين في وسط البلد وكلمنا ناس صحابنا عشان نروحلهم لانهم كان معاهم عصيان حديد فضلوا ماشيين معانا لحد ماروحنا لاصحابنا عشان يتاكدوا اننا مش رايحين الميدان
طبعا ده ولا حاجة بالنسبة للي شفته بعد كده في التليفزيون واللي ناس تانية شافوه
الفرحة القصوى والاخيرة تقريبا في السنة دي كانت يوم التنحي
بعدها عدت اوقات كتير عصيبة كان فيها خطر وموت واحباط وانكسار وتحدي وغضب وخوف بس بقيت في كل يوم فيها بصدق اكتر وبصر اكتر احنا نزلنا بهدف اسقاط النظام يبقى هانسقط النظام لان زي ما الشعب التونسي العظيم اللي الهم ثورتنا قال :
اذا الشعب يوما اراد الحياة لابد ان يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر

الرعب والخوف اتكرر كتير بعد كده بس كل مرة كنت باكتشف اني وانا في الميدان بحس بالامان وسط الناس ووانا بره كنت بخاف اكتر
المشاركة في الثورة دي شرف ممكن ينوله في تاريخ البشر كلها واحد في المليون وانا كنت من المحظوظين دول الثورة هي الحياة هي الامل هي التفاؤل هي الاصرار هي التجربة هي التغيير اللي ناس كتير بتترعب منه الخوف احساس طبيعي كل الناس بتحس بيه بس الانتصار عالخوف احساس جميل تحقيق الهدف هو شعور بالنشوة لما تنصهر مع المجموع من اجل هدف ولما يكون الهدف ده هو الحرية وهو الكرامة اللي تخليك مرفوع الراس ده اجمل شعور في الدنيا حزينة عالناس اللي فوتت على نفسها الفرصة دي فعلا

قضيت السنة دي كلها تقريبا في الثورة في اعتصامات يوليو ونوفمبر وفي مسيرات شهدا ومسيرات نسائية وغيرهم مكنتش بعمل حاجة تانية في حياتي غير الشغل والثورة معملتش الماجستير اللي كنت مخططاله بس شاركت في اهم واعظم حاجة حصلت في تاريخ مصر عبرت عن ادميتي وعن كرامتي وعن حقي في الحياة وفهمت يعني ايه تضامن وتكاتف وانصهار الفرد في المجموع صدقت اكتر وامنت اكتر وحبيت اكتر
ثورتنا كان شعارها عيش حرية عدالة اجتماعية ثورتنا كانت ضد الظلم والفساد والاستبداد
عيش مافيش والناس مش لاقية تاكل،حرية 16 الف معتقل في السجن العسكري وحرية التعبير تقمع في المظاهرات وفي المجتمع المدني والناس بتتقتل غدر، عدالة اجتماعية مافيش تطبيق لحد دلوقتي لحكم المحكمة بتاع 1200 جنيه حد ادنى للاجور ولسه الكام مستشار في الوزارات بيقبضوا مئات الالاف كل شهر ولسة الفلوس المسروقة مارجعتش
الفساد موجود الاستبداد موجود الظلم موجود على ايد المجلس العسكري اللي هو كان اهم ركن في النظام اللي المفروض نسقطه
عشان كده واحنا في بداية 2012 انا معنديش اي مانع انه كمان السنة دي واللي بعدها تروح للثورة عشان الشهيدة سالي زهران وعشان الشهيد مينا دانيال وباقي الشهداء اللي علمونا يعني ايه حياة وعشان كل الشباب والشابات والرجاله والستات اللي قابلتهم السنة دي في ميدان التحرير ومنهم اللي انقذني من خطر ومنهم بس اللي ابتسم في وشي ابتسامة هاننتصر
25 يناير 2012 الثورة مستمرة والحياة مستمرة هاننتصر
احنا مش هانستخبى في الجحور الفيران بس هي اللي بتستخبى في الجحور وبتخاف مالنور