الجمعة، 6 يناير 2012

2011 السنة الاهم في حياتي بدون تخطيط

اتعودت اني كل سنة باحسب اللي انجزته في السنة اللي فاتت وبتمنى امنيات للسنة الجديدة
في نهاية 2010 كانت اكبر امنية ليا في 2011 اني اسجل رسالة الماجستير اللي كنت خلاص اخترت موضوعها
بس جت 2011 وانجزت فيها اهم انجاز حصل وبيحصل وهايحصل في حياتي كلها شاركت في ثورة ومكانش على ليستة 2011
يمكن الكلمة بقينا بنقولها كتير ومابقتش بتخضنا قوي دلوقتي زي ماخضتنا في الاول
بس الحقيقة انها خضتني فعلا ولسة بتخضني لما بقف عندها،في الكام سنة اللي قبل الثورة كنت بانزل مظاهرات وكنا بنهتف فيها ضد مبارك وكنا بنقول عايزة ثورة يا بلادي كنا بنقاوح شوية وبننتصر شوية وبنحبط كتييير بس كنت متصورة اني هاقضي حياتي كلها اشارك في مظاهرات من 100 شخص بالكتير الناس بتتريق عليها وبتحقق مكاسب قليلة قوي مش هاضحك على نفسي انا في الاخر فقدت الحماس شوية وفقدت الايمان بانه فيه اي نتيجة
لحد يوم 25 يناير الساعة 3 الضهر لما نزلت ميدان التحرير عيطت من السعادة مكنتش مصدقة انه الناس دي كسرت الخوف وقررت تعيش لان الثورة بالنسبة لي هي اني اعيش اما الرضوخ هو الموت ساعتها مبقتش انا بقيت مجرد جزء من الكل وحسيت بامان قليل ما حسيت بيه حتى وسط الغاز ومطاردة الامن كان بالنسبة لي يومها لو ماحصلش حاجة بس وجود كل الناس دي في الشارع مكسب بس كنت غلطانة لانه الناس دول علموني باصراراهم انه احنا مش هانرضى بالقليل
لحظات كتير كلها ليها مشاعر متطرفة من الفرح والاحباط فرحتي مالحتقش تكمل لما الميدان اتفض بليل في دقيقتين وبعد الحشد الكبير من الثوار مالقيتش غيري انا وايمان عوف عند الحاجز وقدامنا حشد من الغاز وورانا حشد من الامن المركزي مكانش قدامنا غير اننا نخرج من الميدان بس فاجاتنا الناس انها لسة بتتجمع في شوارع وسط البلد وبتهتف هنا اتاكدت انه الموضوع تعدى مجرد مظاهرة كبيرة وانه الناس دي مصرة فعلا على اسقاط النظام حتى مع المطاردات وتفريقنا
تاني يوم 26 يناير وبالرغم من انه الميدان كان محتل من الامن لمنع اي محاولة للتظاهر سمعت انه في حاجة عند نقابة الصحفيين نزلت رحت عالتحرير اشوف الدنيا هناك واقابل محمد فرج عشان نروح النقابة، اول ما وصلت عند مترو التحرير لقيت الناس بتتخانق عشان المترو مقفول في ثانية تحول الهتاف الى الشعب يريد اشقاط النظام مصدقتش نفسي للمرة التانية قد كده الوعي عالي اتكردنا طبعا والناس اللي بره لما حاولوا يهتفوا معانا اتضربوا وبعدين احنا اتضربنا واتقبض على محمد وانا اتقبض عليه وسابوني في ساعتها رجعلي تاني الاحباط وشكيت انه القمع الامني اللي احنا عايشين في ظله اقوى مننا فضلنا من يوم 26 لحد 28 في لعبة القط والفار اللي بالنسبة لي كانت لعبة جرينا فيها الامن ورانا في شوارع وسط البلد كلها لما قطعنا نفسه
28 طبعا كان الفيصل وقتها كنت ساكنة في القصر العيني صحيت عالمسيرة جاية من المعادي بصيت من الشباك شفت البطل اللي وقف قدام مدرعة الميه كنت ناوية افطر واخد دش وبتاع لما شفت المشهد ده لبست ونزلت جري عالمظاهرة
فضلنا في مطاردات واتحاصرنا لحد ما بقيت مزنوقة من الامن في مدخل عمارتنا عملت نفسي طبعا ماليش علاقة بالعمارة وخرجت مع باقي الناس قابلت عبد الحفيظ سعد بالصدفة ولفينا المجرة عشان نلاقي مخرج لوسط البلد من الحصار في القصر العيني ومنصور
المهم نجحنا اقتحمنا ميدان طلعت حرب وبعدين اقتحمنا ميدان التحرير ورجينا اركان النظام وكبرت عيلتي فجأة ل 2 مليون عشت معاهم في ال18 يوم كل لحظات الترقب والاحباط والزهق والحماس والغضب وميريت المكان اللي قضيت فيه ليالي كتير في الاعتصام وعرفت من عم هاشم معنى التفاني والكرم والنضال قابلت ناس كتير وعرفت ناس كتير حلوة علموني حاجات كتير من غير ما يقصدوا منهم شباب الالتراس الصغيرين اللي كانوا بيقودوا الهتافات وبيغنوا بليل في الميدان لمنير والشيخ امام
المرة الاولانية اللي اترعبت فيها لما شفت الدبابات جاية عالميدان وساعتها كنت واقفة في نص الشارع عند المتحف المصري مكنتش عارفة هم هيعملوا ايه وتصورت انهم جايين يدوسوا الناس ويمشوا جريت طبعا من وشهم وهتفت وانا متوجسة مع الناس الجيش والشعب ايد واحدة ،المرة التانية اللي اترعبت فيها كان يوم موقعة الجمل انا ومنار وعيسى كنا رايحين الصبح عالميدان من وسط البلد فجأة وكأن وسط البلد غيمت هجوم ممن يسمون بابناء مبارك او بلطجيته او ايا كان وبدأ ضرب الطوب انقذنا صاحب نت كافيه استوريل ودخلنا المحل وقفله بعد ما شفنا بلطجية مبارك بيفشخوا الناس حوالينا ضرب قعدنا ساعتين جوه بنسمع ضرب واهات والم وصريخ وطوب لحد ما هجموا علينا اتنين منهم في المحل انا فعلا خفت قلنالهم انه احنا ساكنين في وسط البلد وكلمنا ناس صحابنا عشان نروحلهم لانهم كان معاهم عصيان حديد فضلوا ماشيين معانا لحد ماروحنا لاصحابنا عشان يتاكدوا اننا مش رايحين الميدان
طبعا ده ولا حاجة بالنسبة للي شفته بعد كده في التليفزيون واللي ناس تانية شافوه
الفرحة القصوى والاخيرة تقريبا في السنة دي كانت يوم التنحي
بعدها عدت اوقات كتير عصيبة كان فيها خطر وموت واحباط وانكسار وتحدي وغضب وخوف بس بقيت في كل يوم فيها بصدق اكتر وبصر اكتر احنا نزلنا بهدف اسقاط النظام يبقى هانسقط النظام لان زي ما الشعب التونسي العظيم اللي الهم ثورتنا قال :
اذا الشعب يوما اراد الحياة لابد ان يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر

الرعب والخوف اتكرر كتير بعد كده بس كل مرة كنت باكتشف اني وانا في الميدان بحس بالامان وسط الناس ووانا بره كنت بخاف اكتر
المشاركة في الثورة دي شرف ممكن ينوله في تاريخ البشر كلها واحد في المليون وانا كنت من المحظوظين دول الثورة هي الحياة هي الامل هي التفاؤل هي الاصرار هي التجربة هي التغيير اللي ناس كتير بتترعب منه الخوف احساس طبيعي كل الناس بتحس بيه بس الانتصار عالخوف احساس جميل تحقيق الهدف هو شعور بالنشوة لما تنصهر مع المجموع من اجل هدف ولما يكون الهدف ده هو الحرية وهو الكرامة اللي تخليك مرفوع الراس ده اجمل شعور في الدنيا حزينة عالناس اللي فوتت على نفسها الفرصة دي فعلا

قضيت السنة دي كلها تقريبا في الثورة في اعتصامات يوليو ونوفمبر وفي مسيرات شهدا ومسيرات نسائية وغيرهم مكنتش بعمل حاجة تانية في حياتي غير الشغل والثورة معملتش الماجستير اللي كنت مخططاله بس شاركت في اهم واعظم حاجة حصلت في تاريخ مصر عبرت عن ادميتي وعن كرامتي وعن حقي في الحياة وفهمت يعني ايه تضامن وتكاتف وانصهار الفرد في المجموع صدقت اكتر وامنت اكتر وحبيت اكتر
ثورتنا كان شعارها عيش حرية عدالة اجتماعية ثورتنا كانت ضد الظلم والفساد والاستبداد
عيش مافيش والناس مش لاقية تاكل،حرية 16 الف معتقل في السجن العسكري وحرية التعبير تقمع في المظاهرات وفي المجتمع المدني والناس بتتقتل غدر، عدالة اجتماعية مافيش تطبيق لحد دلوقتي لحكم المحكمة بتاع 1200 جنيه حد ادنى للاجور ولسه الكام مستشار في الوزارات بيقبضوا مئات الالاف كل شهر ولسة الفلوس المسروقة مارجعتش
الفساد موجود الاستبداد موجود الظلم موجود على ايد المجلس العسكري اللي هو كان اهم ركن في النظام اللي المفروض نسقطه
عشان كده واحنا في بداية 2012 انا معنديش اي مانع انه كمان السنة دي واللي بعدها تروح للثورة عشان الشهيدة سالي زهران وعشان الشهيد مينا دانيال وباقي الشهداء اللي علمونا يعني ايه حياة وعشان كل الشباب والشابات والرجاله والستات اللي قابلتهم السنة دي في ميدان التحرير ومنهم اللي انقذني من خطر ومنهم بس اللي ابتسم في وشي ابتسامة هاننتصر
25 يناير 2012 الثورة مستمرة والحياة مستمرة هاننتصر
احنا مش هانستخبى في الجحور الفيران بس هي اللي بتستخبى في الجحور وبتخاف مالنور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق