لطالما امتلكت بشرة حساسة، لكن في السنوات الأخيرة، أصبح جلدي مفرط الحساسية، ربما انعكاسا لشدة حساسيتي أنا أيضا تجاه الحياة مؤخرا. عضة حشرة صغيرة بحجم نملة أو ناموسة ستبقى على جلدي لعدة أيام، وربما أسابيع، وجرح صغير بسكين او بأظافر كلبي الصغير ستبقى لشهور. بعض التوتر سيجعلني أعاني من اكزيما لعدة أسابيع.
أنظر إلى كل العلامات على جلدي متذمرة، وأدرك أن كل ما احاول اخفاءه داخلي، يتسرب رغما عني إلى الخارج، يتحداني ليترك أثره، فأرى كل علامة، صغيرة أو كبيرة دائمة أو مؤقتة باقية على جلدي، تذكرني بحدث ما مؤثر أو تافه، لكني لا أود بالضرورة أن أتذكره.
في ذلك البيت الذي أسكن به مؤقتا، دار الحديث كثيرا عن الثعابين التي تعيش في المنطقة المحيطة بالمنزل، ورغم ما أثاره الحديث من توتر - فأنا صاحبة الأرق المزمن، أتوتر من كل شئ ولا شئ، فماذا عن شئ مثل التعابين- لكنني في النهاية تأملت الثعابين، منبهرة بقدرتها على تغيير جلدها لتعود شابة من جديد. لم استطع أبدا تغيير جلدي، تقول لي صديقاتي وطبيبتي النفسية أنني ابقى متعلقة بالماضي أكثر مما ينبغي، وأقلق حيال المستقبل أيضا أكثر مما ينبغي، فتفوتني اللحظة الحاضرة.
الآن أتمنى أن استطيع أن أغير جلدي مثل الثعابين، فتختفي كل علامات الذاكرة من عليه، وتعود ذاكرتي شابة، غير مثقلة بشئ، ربما حينها فقط سأصبح أكثر تورطا في اللحظة الحاضرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق