الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

ديجافو

بقالي يومين حاسة اني رجعت 2007 تاني واني بعيش احداث من 2007 ل2009  وكل اللي في النص كأنه محصلش..
في 2007 حصل هجوم على القرصاية من الجيش وقررنا اننا نعمل فعاليات تضامنية مع الناس حتى راس السنة احتفلنا بيها معاهم عالجزيرة وفي 2012 نفس الهجوم بردو كأنك يابو زيد ماغزيت..
في 2008 حصل كارثة الدويقة اللي بالمناسبة لسه لحد دلوقتي في كتير من المتضررين منها ماخدوش بيوت بديلة ولسه عايشين في الشارع من ساعتها وراح ضحية الكارثة دي عشرات من السكان نتيجة الاهمال بردو والطمع اللي يخلي رجال الاعمال يبنوا على هضبة ماتستحملش كل ده عليها اللي هي المقطم، وفي 2012 كارثة اسيوط اللي هي نتيجة اهمال بردو واللي بردو ماحصلش نتيجيتها اي محاسبة ولا اي نية لمنع حوادث مشابهة زي بالظبط ما المسئولين عن كارثة الدويقة ماتحاسبوش ولا حصل اي اجراءات لتجنب حادثة مشابهة..
اما بقى اواخر 2008 و2009 فغزة وقصف غزة الذي لا ينتهي ونفس المواقف المخزية وان كان بتفاوت من النظام...

انا مش عارفة هو احنا واقفين مكانا ولا بنرجع لورا بس اكيد اننا مابنتقدمش لقدام..
الحاجة الوحيدة اللي اتمنى انها تحصل كنتيجة لتكرار الهم ده انه خلال 2013 بما انه احداث 3 سنين متكثفة في سنة يحصل فيها ثورة تاني والشريط يتعاد بقى كله بخراه اللي احنا فيه دلوقتي وبحلوه لما تحصل ثورة تانية...

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

اطفال اسيوط

السواد هو ما خرجنا منه وتوجهنا اليه ، السواد فيما رأيناه من أطفال قتلوا غدرا لانهم ذهبوا إلى المدرسة ، وسواد تلحفت به امهاتهم المفطورة قلوبهم حين توجهنا لتعزيتهم في محاولة منا لتخفيف الام نعلم انها لن تخف فلقد فقدن ارواحهن في هذا القطار، قطار الصعيد، السواد في مستقبل نراه لأطفالنا من أتى منهم ومن لم يأتي بعد.

تزامنت كارثة اسيوط مع كارثة غزة، لم استطع الالتحاق بقافلة غزة ، ولم أستطع حتى الترتيب مبكرا للذهاب الى اسيوط ، ولكني مع بعض المحاولات وبمساعدة صديق تمكنت باللحاق بمجموعة الأصدقاء والزملاء المتجهة لأسيوط. وضعت في الصباح كاميرا في حقيبتي تحسبا لاحتمال ذهابي ولكن حين تأكدت أنني ذاهبة كنت قد اتخذت قرارا بأنني لن اصور شئ ولن اسأل في شئ سأخلع ثوب الصحفية الثقيل و الذي خلعته كثيرا منذ بداية الثورة وسأفضل مجددا دور المواطنة او البنى ادمة بلا صفة او هوية..

في مستشفى أسيوط الجامعي أطباء يحاولون قدر المستطاع ولكن بإمكانيات محدودة للغاية وبعجز فظيع لا يعالج مريض عادي فما بالك بمصابين اطفال في حادثة بشعة كتلك الحادثة، أكره المستشفيات لأنني أكره مشهد المرضى واهاليهم وهم مفترشون للبلاط وأكره رائحة الموت المنبعثة من كل مكان.

منذ ثلاثة أعوام أعتقد أنني انهيت حصتي من زيارات المستشفيات الحكومية الى الابد او هكذا اعتقدت حين لففت على أكثر من عشر مستشفيات بتخصصات مختلفة في تحقيق لجريدة البديل عن عجز المستشفيات والأطباء والذي كان نتيجته موت المزيد والمزيد، ولكن في الحقيقة وبعد إكتئاب اصابني نتيجة هذا التحقيق تكررت زياراتي للمستشفيات في كوارث تالية عدة.

اول طفل توجهنا اليه كان محمد  اعتقد انه لا يتجاوز الست سنوات او السبعة صغير للغاية ومكسور من رأسه حتى قدميه، محمد فقد يده في الحادث ولكن الأطباء بالمستشفى حالولوا اعادته، ملفوف كاملا بالشاش وتخرج منه الانابيب من كل مكان لايظهر منه سوى وجهه الذي يحاول جاهدا ان يعبر من خلاله عن اي شئ بصعوبة نتيجة لعدم قدرته على الكلام، فتشعر أنه يريد أن يقول شيئا ولكنه عاجز عن البوح به.

رأينا بعد ذلك في غرفة أخرى للعناية المركزة أطفال كثر لا يظهر منهم الكثير أيضا من بين جبس وشاش يغطي أجسادهم بالكامل ، كانوا نياما لا أعلم إن كان من فرط الألم او نتيجة لمخدر كي يتحملو ألم لم أفهم كيف لاطفال لم يتجاوزوا العاشرة أن يتحملوه.

ثم قابلنا أخيرا اروى وحبيبة ، أروى كانت الفتاة الوحيدة التي مكنتها صحتها من التحدث الينا وكانت ترد علينا ردود واثقة جدا و"لمضة" على الرغم مما تعاني منه، وحين شعرت بالتعب قالت لنا "أنا هانام بقى"، لا تعرف أروى أن أخوها الصغير قد توفى.

كان الوقت قد تأخر جدا وبمساعدة بعض النشطاء الجدعان من اسيوط تمكنا من زيارة اثنين من أمهات الشهداء  أم احمد ومحمد ومحمود التي فقدت كل ما تملك من حاضر ومستقبل في اقل من الدقيقة الواحدة، في الحقيقة لن أستطيع مهما حاولت أن اصف هذه الام الثكلى الصامتة هي لا تبكي، هي لم تكن موجودة بالعزاء شعرت أن عينها كانت تحلق بمكان آخر أو ربما كانت تحاول التمسك بصورة ابناءها الثلاث ثابتة أمامها.

حين قالت لنا واحدة من السيدات الموجودات بالعزاء.."انتو مالكوش صوت في الحكومة؟ مش انتو من مصر؟ماتحاولوا تعملوا حاجة؟ مش حرام عيالنا دي تموت كده؟" اجبت "هنحاول يا حاجة" وشعرت أنني كاذبة  ليس لأننا لن نحاول ولكن لشعوري الشديد بالعجز والشك في أن محاولاتنا قد تأتي بأي نتيجة، على الرغم من استمرارنا في المحاولة وكأنه النفس الباقي لدينا في الحياة.

قابلنا بعد ذلك أم علام ، وبيدلعوه وبيقوله مصطفى، علام كان عمره ثماني سنوات، والده كان قد توفى في حادث ايضا منذ خمس سنوات، وكان علام هو من تبقى لها في الحياة، كان مستقبلها وحاضرها أيضا وراح ايضا في غمضة عين، حكت أم علام عن خجل مصطفى وابتعاده عن اصدقاء السوء وعن تعليمه لها ما كان يتعلمه في المدرسة، ثم حكت عن ابنة عمه المدرسة التي لحقت به في الحادث أيضا وكان متعلقا بها..

أم علام كانت صغيرة في السن هي أيضا لم تبكي ولكنها حاولت، لكن جرحها كان أصعب وأثقل من ان تبكي عليه، الدموع في بعض الأحيان تكون راحة صعبة المنال..

فماذا اذا رأيتم من الأطفال لتسرقوا حياتهم؟ ماذا رأيتم من الأمهات لتسرقوا أرواحهم ومستقبلهم؟ كيف تنامون ليلكم وأنتم تقتلوننا قتلا منظما؟ تقتلوننا لتسرقوا بيوتنا كما في القرصاية..تقتلوننا لتسرقون حقنا في الذهاب الى المدرسة كما في اسيوط.. تصمتون عن قتل اخواتنا في غزة وفي يدكم المقاومة والدعم الحقيقي وليس الرمزي..
هرمنا من شيل الهموم والعجز عن مداواتها...

 كل هذه الكلمات لن تعبر عن حجم حزن الامهات والابهات الذين فقدوا اطفالهم..وهي ليست شهادة فليس هناك ما اشهد به لكنها محاولة للتخفيف عما اشعر به من عجز وغضب وحزن واحباط....

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

اكتئاب ما قبل عيد الميلاد

غالبا كل سنة بكتئب الشوية اللي قبل عيد ميلادي
عشان اتعودت احاسب نفسي على كل سنة عدت
بس السنة دي الموضوع زايد شوية
يمكن عشان محمود مش موجود السنة دي؟!
ويمكن عشان ذكرى مجزرة محمد محمود؟!
يمكن اكتئاب تغيير المواسم اللي جه مع عيد ميلادي عشان الشتا اتأخر؟!
مش عارفة

لما بكتئب بتتقلب كل الحاجات اللي انا واثقة فيها
ومؤمنة بيها واللي هي مصدر سعادتي غالبا
الى مصدر تعاسة وكل حاجة بتتلخبط
ومببقاش شايفة غير الوحش اللي عدى والوحش اللي جاي

السنة دي هاكمل 27 سنة وعارفة اني حياتي مليانة أحداث
سواء احداث شخصية او امتدادات عائلية والسنة دي لوحدها كانت مليانة احداث لطيفه
 بس حاسة انه في حاجة راحت مني...

عارفة انه عندي انجازات بس حاسة انها توقفت لاني زي كل سنة بحط شوية امنيات
عبيطة او كبيرة للسنة الجديدة..بس السنة دي مش عارفة احط امنيات
والدنيا متكركبة فوق دماغي..وحاسة اني عجزت فشخ
يمكن عشان في شوية قرارات كمان واخداها في حياتي العملية ومأجلة تنفيذها
وعاملة تقل على قلبي..
يمكن بقيت بخاف اكتر استغني عن حاجات او ادخل في حاجات جديدة...

من زمان وانا بحب ادخل تجارب كتير وبالنسبة لي ده مصدر غنى
ومايهمنيش التراكم في حته بعينها يهمني اني ابقى عملت كل حاجة كان نفسي اعملها خصوصا اني بكره الروتين والايام اللي شبه بعضها...
دلوقتي حاسة اني غلطانة لانه في وسط الزحمة دي مفيش حاجة معينة انا متأكدة اني هاكمل فيها علطول
كنت بقول لنفسي انه مفيش داعي للتعجل وانه العمر كله هو معمل تجارب وانه مفيش سن معين لازم الناس تقرر فيه
هي عايزة تكمل في ايه في حياتها!!
بس دلوقتي مش متأكده...

يمكن اصحى الصبح واقول ايه العبط اللي كنت فيه ده ويمكن لأ..
ويمكن العفاريت اللي في دماغي دي تهدى لما اخلص فضفضة..
يارب عدي الايام دي على خير...