الاثنين، 5 أغسطس 2013

La vie à la révolution...الحياة في الثورة

الحقيقة مش عارفة بالظبط ايه ممكن يتكتب تحت العنوان ده بس هو جه في بالي من اغنية la vie en rose وهي الحقيقة مكانتش كلها روز يعني ...
الحياة في الثورة مختلفة عن الحياة قبل الثورة والثورة بقت بالنسبة لنا كانها تاريخ بنرجعله دايما ونقول من ساعة الثورة او من بعد الثورة وهكذا...
وكتير مننا مبقاش فاكر اصلا السنتين اللي كانوا قبل الثورة دول كانوا عاملين ازاي... اللي فاكرينه بس انهم كانوا مملين، اذا ممكن مثلا نقول على ما قبل الثورة ما قبل الميلاد باعتباره بقى من الماضي السحيق، ونربط زمن اي حدث بعد الثورة  بكلمة ما بعد الميلاد...

طيب نرجع لموضوعنا وهو حياتنا في الثورة او اثنائها اللي للاسف او للحظ مش عارفة مبقيناش قادرين نسيطر على معظمها وكلها متوقف على احداث ما بعد الميلاد.....
اول حاجة اتغيرت اعنقد اننا بقينا عاطفيين جدا ودمعتنا قريبة لدرجة اننا بقينا بنتشحتف على الاغاني "الوطنية" اللي كنا بنتريق عليها زمان، كمان جالنا حالة حماس غير طبيعية...
 دواير صحابنا اتغيرت وفقا لمواقفهم من الثورة، بقت علاقاتنا باصدقائنا اقوى لانه شاركنا مع بعض في احداث معينة او اضعف لانهم اعترضوا على الثورة او باعونا او خانونا او حتى اختلفنا معاهم سياسيا، بقينا اعند وحاسين بقوتنا اكتر عالمستويات الشخصية والعامة، وانقسمنا ما بين متفائل جدا ومتشائم جدا..
 في بداية الثورة بقينا متسامحين فجأة يعني تقريبا كل اللي كان زعلان من حد صديقه صالحه في الثورة ،وبقى عندنا طاقة حب زيادة عشان كده كتير مننا حبوا او اتجوزوا في الثورة..بصرف النظر عن انه ده اتغير بعد كده
كل تفاصيل حياتنا ارتبطت بالثورة، بقينا بندي مواعيد في الميادين او الشوارع اللي فيها احداث، بعد ما كانت الحفلات الكبيرة هي اللي بنشوف فيها كل الناس بقى ده بيحصل في الشوارع والميادين... الشوارع بقت بتاعتنا احساسنا بيها انها ملكنا...
حددنا مواعيد جوازاتنا وحفلاتنا وفقا للاحداث، حددنا خروجاتنا وقيفناها وفقا للاحداث، واللي طبعا قلوا كتير عن زمان، حتى الاماكن اللي بنقعد فيها اتغيرت بعد الثورة...
فضلنا نقرب من الموت والموت يقربلنا ونفلت منه عالحركرك مرات ونشوفه بيصيب ناس واقفين جنبنا او ناس بنحبهم مرات، خوفنا اتكسر كتير وبقينا اشجع، بس كلنا بقينا متوترين دايما محبطين كتير، عيينا وصابتنا امراض الضغط والسكر والاكتئاب وفي منا اللي بقى عايش على المهدئات وفي منا اللي اتجنن خالص او على وشك ، كبرنا، عجزنا شويتين...
بقينا ننزل في اوقات الخطر فيها يعني الموت بعد ما كان اكبر خطر انه نتضرب او يتقبض علينا
مشاريع شخصية كتيرة وقفت واتعطلت ، وشغلانات اتغيرت، ومشاريع جديدة طلعت من قلب الثورة او ارتبطت بيها
بقينا بنقضي ايام طويلة في الشارع، ولو مش في الشارع يبقى قدام التليفزيون على قنوات الاخبار، اللي لو عينينا غفلت عنها لحظة نقوم مسروعين ليكون حصل حاجة.. التليفزيون اللي كنا بنفتحه قليل جدا للهلس فقط...
وبقينا دايما منتظرين دايما قلقانين، اتعودنا عالمستشفيات والجنازات والعزاءات والمشارح!!! كنا بنعمل ايه قبل كده؟!!!
بقينا نفرح ونتنطط لو حققنا اي انجاز او اخدنا اي مكتسب! عرفنا بس في الثورة العياط من الفرحة! زي ما عرفنا عياط من وجع مشفناهوش قبل كده...
شوارع بطلنا نمشي فيها لانها اتقفلت او لانه ماتلنا فيها صاحب، سفريات اجلناها او عملناها ارتباطا باحداث معينة في الثورة، مشواير رحناها او لغيناها بردو عشان احداث الثورة..
راح مننا الروقان تماما، وبقينا بنحاول نخطفه لثواني معدودة ، بقينا نحس بالفراغ  والزهق لما مايبقاش في احداث، ونرجع نتحمس زي العيال لما يحصل حاجة...
كل واحد فينا نمط حياته اتغير، انا شخصيا لما بفتكر صورتي في الكام سنة اللي قبل الثورة بتبقى صورة مشوشة جدا بحسها من بعييييد وكانه عدى عليها عشر سنين...

مش بالضرورة التغيير يكون للاحسن او للاسوأ، لكنه المشكلة في التعود! هل احنا عايزين او قادرين نتعود! ولا هنفضل حاسين انه في حاجات ناقصة!! طب هل نقدر نسترجع جزء من نمط حياتنا القديم ونزطه مع الجديد!! هل لسه بنتعامل على انه الحياة دي مؤقتة! ولا مستمرة زي الثورة ما هي مستمرة؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق