بلا يأس ولا أمل، تمر بنا الحياة ولم نعد نمر بها، تتشابه الأيام فيما تتركه بنا من ثقل يبقى للصباحات التالية، صباحات معبأة بالخوف والترقب لخسائر اليوم الجديد، وذكرى ضبابية عن خسائر أيام مضت..
حياة كموسم الربيع، تهاجمك بعواصف ترابية وسط النهار، قبل أن تهديك نسائم باردة منعشة في المساء، فتتركك مرتبكا في انتظار العاصفة التالية..
أحاول جاهدة الآن أن اتذكر كيف تعاملت مع كل خسائري السابقة، كيف مرت؟ كيف بقيت على قيد الحياة؟ ولا اتذكر شيئا.. حتى خسائرنا المشتركة، والتي تبدو كآخر ما يربطنا سويا، لا تجد مكانا واضحا في ذاكرتي المرتبكة..
كما أن عجزنا المشترك وكل هذا الثقل يا صديقي لم يعد يجعلنا مقربين كما كنا..
تلك الكلمات المنمقة عن الحزن والغضب أصبحت هي الأخرى مبتذلة، لم يعد هناك شيئا جديدا يضاف، لم تعد هناك مشاعرا جديدة نكتشفها وحدنا أو مع آخرين..
ندور في دائرة مفرغة من التكرار، تكرار الأسى والألم والحزن، وتكرار خيبات الحب والكراهية، تكرار أنفسنا واخطائنا، وحماستنا الساذجة وغضبنا المحموم..
يرغمنا روتين الحياة الممل، الذي لطالما حاولنا الهرب منه جاهدين،على التماسك قليلا، وفي حرصنا على هذا التماسك ننسى ما رغبنا به في الحياة، ننسى أحلامنا وطموحاتنا الكبيرة، التي اعطت لحياتنا معنى يوما ما..
عاودني ألم الظهر والرقبة الللذان يمنعاني من الاستيقاظ، ثم يمنعاني من النوم..
عاودني شعوري بالذنب عن كل أخطائي وأخطاء العالم، دون قدرة على التكفير عن تلك الذنوب..
عاودتني الرغبة في الخروج عن جسدي المحدود، في الهروب، الشئ الوحيد الذي ابرع فيه للغاية..
لكني فقدت حتى قدرتي على الهروب، كيف أهرب وانا استغرق ساعتين للقيام من سريري كل صباح!
فقدت إيماني بالكثير من الأمور، وفقدت يقيني من أمور أكثر، ولكن رغم ما فقدت بقى معي قلبي "العلق" الذي يدفعني دفعا كالفراشة الهائمة نحو النيران، وبقى معي رأسي العنيد الذي يدفعني دائما نحو اختيارات شاقة، لم أعد متأكدة من قيمتها في الحقيقة..
نسعى جميعا يا صديقي للتجاوز والتحرر، التحرر من سطوة الألم والخوف، تجاوز الغضب والرغبة في الانتقام، التحرر من شرورنا وارتباكنا، وكل ما يقيد اقدامنا في أرض صلبة، ولكننا نبقى عاجزين عن اصلاح ما يصر الزمن على افساده..
حياة كموسم الربيع، تهاجمك بعواصف ترابية وسط النهار، قبل أن تهديك نسائم باردة منعشة في المساء، فتتركك مرتبكا في انتظار العاصفة التالية..
أحاول جاهدة الآن أن اتذكر كيف تعاملت مع كل خسائري السابقة، كيف مرت؟ كيف بقيت على قيد الحياة؟ ولا اتذكر شيئا.. حتى خسائرنا المشتركة، والتي تبدو كآخر ما يربطنا سويا، لا تجد مكانا واضحا في ذاكرتي المرتبكة..
كما أن عجزنا المشترك وكل هذا الثقل يا صديقي لم يعد يجعلنا مقربين كما كنا..
تلك الكلمات المنمقة عن الحزن والغضب أصبحت هي الأخرى مبتذلة، لم يعد هناك شيئا جديدا يضاف، لم تعد هناك مشاعرا جديدة نكتشفها وحدنا أو مع آخرين..
ندور في دائرة مفرغة من التكرار، تكرار الأسى والألم والحزن، وتكرار خيبات الحب والكراهية، تكرار أنفسنا واخطائنا، وحماستنا الساذجة وغضبنا المحموم..
يرغمنا روتين الحياة الممل، الذي لطالما حاولنا الهرب منه جاهدين،على التماسك قليلا، وفي حرصنا على هذا التماسك ننسى ما رغبنا به في الحياة، ننسى أحلامنا وطموحاتنا الكبيرة، التي اعطت لحياتنا معنى يوما ما..
عاودني ألم الظهر والرقبة الللذان يمنعاني من الاستيقاظ، ثم يمنعاني من النوم..
عاودني شعوري بالذنب عن كل أخطائي وأخطاء العالم، دون قدرة على التكفير عن تلك الذنوب..
عاودتني الرغبة في الخروج عن جسدي المحدود، في الهروب، الشئ الوحيد الذي ابرع فيه للغاية..
لكني فقدت حتى قدرتي على الهروب، كيف أهرب وانا استغرق ساعتين للقيام من سريري كل صباح!
فقدت إيماني بالكثير من الأمور، وفقدت يقيني من أمور أكثر، ولكن رغم ما فقدت بقى معي قلبي "العلق" الذي يدفعني دفعا كالفراشة الهائمة نحو النيران، وبقى معي رأسي العنيد الذي يدفعني دائما نحو اختيارات شاقة، لم أعد متأكدة من قيمتها في الحقيقة..
نسعى جميعا يا صديقي للتجاوز والتحرر، التحرر من سطوة الألم والخوف، تجاوز الغضب والرغبة في الانتقام، التحرر من شرورنا وارتباكنا، وكل ما يقيد اقدامنا في أرض صلبة، ولكننا نبقى عاجزين عن اصلاح ما يصر الزمن على افساده..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق