الأحد، 26 أغسطس 2012

تهديد على الهوية

ماذا تفعل ان شعرت بالاستهداف
إن كان هناك من يلاحقك مهددا اياك بالقتل انتقاما منك لغرض ما في رأسه
فماذا ان كنت مضطرا الى النزول الى الشارع دون قدرة على التعرف على من يهددك
ربما يكون حارس العقار او صاحب الكشك المقابل وربما يكون احد المارة
ربما تحمل معك سلاحا لتدافع به عن نفسك إن هاجمك احدهم
ولكن هل سيكفي هذا  لتشعر بالامان
لازلت مهددا
لازلت خائفا وربما متحفزا
لازلت تشعر بانك مستباح

فلتتصور نفسك في تهديد من نوع آخر
تهديد بالقتل على الهوية
ربما تكون واحد من تلك الاقليات في بلد اشتعل فيه حرب اهلية 
ماذا ستفعل وانت لا يمكنك اخفاء هويتك المستهدفة
ستحمل معك سلاحا ولكن لن تشعر بالامان
وستشعر ايضا انك مستباح

فلتتصور نفسك تائها في غابة ذهبت اليها سائحا
ولكن شاءت الأقدار أن تجد نفسك وحيدا في مواجهة بعض الضباع
يرغبون في افتراسك ومستعدون لذلك

مرعب ذلك الإحساس اليس كذلك!
مرعب حين تتهدد حياتك
ولكنه مرعب ايضا حين تتهدد حريتك
وحين تتهدد انسانيتك 
وحين تشعر أنك مستباح
دمك مستباح لأنك لا تشبه الآخرين
جسدك مستباح لأنه جسد لأنثى وليس لرجل مثل الآخرين
حريتك في فكر أو تصرف مستباحة لأنك تتجاوز ما وضعه الأولون من قوالب وتفكر

فلنقر إذا بحالة الرعب تلك
وبما أنه هناك حياة عليك أن تعيشها
فإما ان تجد مخبأ أبديا
وإما ان تتحول الى فان دام
قاهر الأسود ومروض الوحوش
لتحمي فقط بعض من حقوقك البسيطة
كتنفس الهواء

ماذا إذا لو فهم من يهددك بالقتل أنك لست عدوا له
وماذا إذا لو فهم من يهاجمك بسبب هويتك أنك  وهو إنسان
وأن الإنسانية تجمع ولا تفرق وأنها هي الأصل
وكل ما عداها إختلافات مستحدثة مهما قدمت
وماذا لو عرفت الضباع إن 
" كتير على واحد مش رجولة يا كباتن"

ماذا لو فهم الجهلاء أن الهواء هو أصل الحياة وأنهم إن رغبوا في منع الهواء
عن أنفسهم ليموتون اختناقا فليس باستطاعتهم خنق الآخرين
وماذا لو فهم الرجال أنهم والنساء في نفس المركب المختل توازنه
ماذا لو توقف التهديد على الهوية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق