الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

عن التعلق الكامن في التخلي عن الأشياء

آفة حياتي التغيير وعدم الاستقرار ،وبقدر ما يبدو مثيرا، وبقدر ما يغني حياتي، وبقدر ما يعطني دفعة قوية للبداية من جديد، إلا أنني مع كل مكان اتركه وكل صديق ارحل عنه اترك جزءا مني هناك..وآخذ جزءا منهم معي في قلبي وذاكرتي التي تتوقف فورا عن تذكر الأسوأ فتتذكر الأفضل دائما في كل مرحلة..وفي كل مكان..ومع كل شخص...ليس تسامحا أو سذاجة..بل هو التعلق

تأتيني الآن بصحبة تلك الرياح الباردة لقطات من بيوت عدة وأماكن عمل كثيرة وأهل وأصدقاء وأشخاص عابرين..رحلت عنهم او رحلوا هم... هم في الحقيقة لم يرحلوا..فأنا شخص يتعلق بالأشياء بقدر ما يبديه من إستعداد للتخلي وبقدر ما يتخلى بالفعل...

وحدك أنت من استطعت حفظ توازني..وحدك انت من وضعت لي الاساس المستقر..لننطلق منه سويا يمينا ويسارا...وبقدر ما أخاف الإستقرار والتكرار..بقدر ما أطمئن وأتونس به معك..أعلم أن الأمر صعب ومعقد..ولكن وجدت نفسي أتجاوزه فقط معك.. في منطقتنا المستقرة الآمنة..ويظل حنيني إلى التغيير في المناطق الأخرى الكثيرة في الحياة سواك..وسيظل...

الخميس، 13 ديسمبر 2012

في الجنة يا شهيد

كلنا الحسيني وكلنا جيكا ،  كلنا عماد عفت وكلنا مينا دانيال،  كلنا عصام عطا وكلنا خالد سعيد ، وغيرهم كثيرون وكثيرون أكثر مما نحتمل ، نحاول بصعوبة أن نصم اسمائهم جميعا حتى يظلوا هم ، الافضل والاجمل ، من يساعدوننا على استكمال الثورة....

نفس المشهد يتكرر ونظن أنه سيكون الأخير لاننا لا نحتمل قسوة الألم بالفقد والرحيل...

طالت قائمة الثأر بعدما طالت قائمة الموت ، وكثرت وثقلت الحقوق التي علينا استرجاعها، اتسعت قلوبنا لتحمل هما كثيرا بدلا من أن تحمل الفرحة، حملنا الهم والحب لأشخاص رحلوا عنا ، ربما لم نعرفهم جيدا، ولكن بتنا نعرفهم... صاروا جزءا من عقولنا وقلوبنا وهمومنا وصاروا رموزا لثورتنا...

مؤلم جدا أن يتحول إنسان الى صورة أو ذكرى أو جرافيتي او حتى هتاف ...فيزيد من اصرارنا على المضي قدما ولكنه يزيد من شعورنا بالذنب ايضا...

منذ بداية الثورة وانا اتساءل عن سبب احساسي بالذنب الدائم ، هل أنا مسئولة إن سقط بجواري شهيد على يد الدولة الغاشمة؟؟ نعم ربما لانني لا استطيع القذف بالحجارة.. او ربما لانني لم استطع حمايته .. أو ربما لأنني  لست بجواره فانا ابعد عنه بضعة صفوف..أو ربما لأنني تقاعست عن الذهاب الى ساحة المعركة حين استشهد .. واخيرا لأنني لم احقق امنيته بعد في استكمال الثورة ..اذا هو تقصير ...احمل ذنبه على كاهلي وامضي.. امضي به اليه ربما في زيارة..او أمضى به وراءه ربما في جنازة...أو أمضي به في مسيرة أو اعتصام أو مواجهة ..اهتف بإسمه في الشوارع .. واحاول البقاء على موقفي..احاول مواجهة الإحباط او الخوف أو الحزن  فعلي مسئولية يجب اتمامها .....

زادت المسئوليات مثلما زادت الأسماء ومثلهما زادت الأوجاع .. وجميعهم لا ينتهون يلاحقونك ليلا نهارا مهما حاولت التهرب أو إدعاء الإنشغال بتفاصيل الحياة اليومية...وجوههم الناطقة بالحق ووجوه أمهاتهم تلاحقك ...وابتساماتهم ايضا..فتبتسم بصعوبة شديدة رغم الألم في احشائك وتقول.. في الجنة يا شهيد..والثورة من أجلك مستمرة

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

في موسم الاتهامات والمزايدات: لا للدستور

انا مش هزايد على حد ولا هاتهم حد من اللي بيقترحوا المقاطعة باي حاجة
ومش هاسمح لحد طبعا يزايد عليه
بس الحقيقة انه كان نفسي كمعسكر ثورة نتفق على موقف واحد
وده كان هيبقى مكسب اهم من معركتنا الحالية لوحدها
لانه هيورينا قوتنا لما بنتفق قدام عشان المعارك لسه مستمرة

باقترح نقول لا للدستور وده مش معناه اننا نوقف احتجاج
لا للدستور دي في حالة اضطرينا للاستفتاء
لكن لازم نستمر في الضغط والتصعيد عشان الاستفتاء يتأجل

للاسف المقاطعة مش هتقلل من شرعية النظام
مرسي نجح ب 51 % وشايف نفسه شرعي ومنتخب
والنسبة اللي قاطعت الانتخابات كانت كبيرة وانا كنت منهم
والاستفتاء مالهوش نصاب قانوني عشان نحاول نمنع اكتماله مثلا بالمقاطعة

هم بيحشدوا بنعم وعارفة انه اغلب الظن ان النتيجة هتطلع نعم
وانه مش مضمون نهائيا نزاهة الاستفتاء عشان كده
لازم ننزل ونغتت ونرصد اي تزوير ونقول لا عشان نحسب قوتنا الحقيقية
عشان الناس يبقى عندها شوية ثقة فينا

احنا معندناش رفاهية للاسف كل مرة بنتزنق في خانة
ومابيبقاش قدامنا خيارات
ولحد ما الثورة تقول كلمتها الحقيقية من غير لوي دراع
ادينا هنحاول
وبردو الثورة مستمرة
ونظام مرسي هيسقط هيسقط
لو مش النهارده هيبقى بكرة

المهم في الاطار ده في ناس عملوا محاولتين لفلايرز ممكن تتوزع على الناس عشان الحشد
للا على الدستور








الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

ديجافو

بقالي يومين حاسة اني رجعت 2007 تاني واني بعيش احداث من 2007 ل2009  وكل اللي في النص كأنه محصلش..
في 2007 حصل هجوم على القرصاية من الجيش وقررنا اننا نعمل فعاليات تضامنية مع الناس حتى راس السنة احتفلنا بيها معاهم عالجزيرة وفي 2012 نفس الهجوم بردو كأنك يابو زيد ماغزيت..
في 2008 حصل كارثة الدويقة اللي بالمناسبة لسه لحد دلوقتي في كتير من المتضررين منها ماخدوش بيوت بديلة ولسه عايشين في الشارع من ساعتها وراح ضحية الكارثة دي عشرات من السكان نتيجة الاهمال بردو والطمع اللي يخلي رجال الاعمال يبنوا على هضبة ماتستحملش كل ده عليها اللي هي المقطم، وفي 2012 كارثة اسيوط اللي هي نتيجة اهمال بردو واللي بردو ماحصلش نتيجيتها اي محاسبة ولا اي نية لمنع حوادث مشابهة زي بالظبط ما المسئولين عن كارثة الدويقة ماتحاسبوش ولا حصل اي اجراءات لتجنب حادثة مشابهة..
اما بقى اواخر 2008 و2009 فغزة وقصف غزة الذي لا ينتهي ونفس المواقف المخزية وان كان بتفاوت من النظام...

انا مش عارفة هو احنا واقفين مكانا ولا بنرجع لورا بس اكيد اننا مابنتقدمش لقدام..
الحاجة الوحيدة اللي اتمنى انها تحصل كنتيجة لتكرار الهم ده انه خلال 2013 بما انه احداث 3 سنين متكثفة في سنة يحصل فيها ثورة تاني والشريط يتعاد بقى كله بخراه اللي احنا فيه دلوقتي وبحلوه لما تحصل ثورة تانية...

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

اطفال اسيوط

السواد هو ما خرجنا منه وتوجهنا اليه ، السواد فيما رأيناه من أطفال قتلوا غدرا لانهم ذهبوا إلى المدرسة ، وسواد تلحفت به امهاتهم المفطورة قلوبهم حين توجهنا لتعزيتهم في محاولة منا لتخفيف الام نعلم انها لن تخف فلقد فقدن ارواحهن في هذا القطار، قطار الصعيد، السواد في مستقبل نراه لأطفالنا من أتى منهم ومن لم يأتي بعد.

تزامنت كارثة اسيوط مع كارثة غزة، لم استطع الالتحاق بقافلة غزة ، ولم أستطع حتى الترتيب مبكرا للذهاب الى اسيوط ، ولكني مع بعض المحاولات وبمساعدة صديق تمكنت باللحاق بمجموعة الأصدقاء والزملاء المتجهة لأسيوط. وضعت في الصباح كاميرا في حقيبتي تحسبا لاحتمال ذهابي ولكن حين تأكدت أنني ذاهبة كنت قد اتخذت قرارا بأنني لن اصور شئ ولن اسأل في شئ سأخلع ثوب الصحفية الثقيل و الذي خلعته كثيرا منذ بداية الثورة وسأفضل مجددا دور المواطنة او البنى ادمة بلا صفة او هوية..

في مستشفى أسيوط الجامعي أطباء يحاولون قدر المستطاع ولكن بإمكانيات محدودة للغاية وبعجز فظيع لا يعالج مريض عادي فما بالك بمصابين اطفال في حادثة بشعة كتلك الحادثة، أكره المستشفيات لأنني أكره مشهد المرضى واهاليهم وهم مفترشون للبلاط وأكره رائحة الموت المنبعثة من كل مكان.

منذ ثلاثة أعوام أعتقد أنني انهيت حصتي من زيارات المستشفيات الحكومية الى الابد او هكذا اعتقدت حين لففت على أكثر من عشر مستشفيات بتخصصات مختلفة في تحقيق لجريدة البديل عن عجز المستشفيات والأطباء والذي كان نتيجته موت المزيد والمزيد، ولكن في الحقيقة وبعد إكتئاب اصابني نتيجة هذا التحقيق تكررت زياراتي للمستشفيات في كوارث تالية عدة.

اول طفل توجهنا اليه كان محمد  اعتقد انه لا يتجاوز الست سنوات او السبعة صغير للغاية ومكسور من رأسه حتى قدميه، محمد فقد يده في الحادث ولكن الأطباء بالمستشفى حالولوا اعادته، ملفوف كاملا بالشاش وتخرج منه الانابيب من كل مكان لايظهر منه سوى وجهه الذي يحاول جاهدا ان يعبر من خلاله عن اي شئ بصعوبة نتيجة لعدم قدرته على الكلام، فتشعر أنه يريد أن يقول شيئا ولكنه عاجز عن البوح به.

رأينا بعد ذلك في غرفة أخرى للعناية المركزة أطفال كثر لا يظهر منهم الكثير أيضا من بين جبس وشاش يغطي أجسادهم بالكامل ، كانوا نياما لا أعلم إن كان من فرط الألم او نتيجة لمخدر كي يتحملو ألم لم أفهم كيف لاطفال لم يتجاوزوا العاشرة أن يتحملوه.

ثم قابلنا أخيرا اروى وحبيبة ، أروى كانت الفتاة الوحيدة التي مكنتها صحتها من التحدث الينا وكانت ترد علينا ردود واثقة جدا و"لمضة" على الرغم مما تعاني منه، وحين شعرت بالتعب قالت لنا "أنا هانام بقى"، لا تعرف أروى أن أخوها الصغير قد توفى.

كان الوقت قد تأخر جدا وبمساعدة بعض النشطاء الجدعان من اسيوط تمكنا من زيارة اثنين من أمهات الشهداء  أم احمد ومحمد ومحمود التي فقدت كل ما تملك من حاضر ومستقبل في اقل من الدقيقة الواحدة، في الحقيقة لن أستطيع مهما حاولت أن اصف هذه الام الثكلى الصامتة هي لا تبكي، هي لم تكن موجودة بالعزاء شعرت أن عينها كانت تحلق بمكان آخر أو ربما كانت تحاول التمسك بصورة ابناءها الثلاث ثابتة أمامها.

حين قالت لنا واحدة من السيدات الموجودات بالعزاء.."انتو مالكوش صوت في الحكومة؟ مش انتو من مصر؟ماتحاولوا تعملوا حاجة؟ مش حرام عيالنا دي تموت كده؟" اجبت "هنحاول يا حاجة" وشعرت أنني كاذبة  ليس لأننا لن نحاول ولكن لشعوري الشديد بالعجز والشك في أن محاولاتنا قد تأتي بأي نتيجة، على الرغم من استمرارنا في المحاولة وكأنه النفس الباقي لدينا في الحياة.

قابلنا بعد ذلك أم علام ، وبيدلعوه وبيقوله مصطفى، علام كان عمره ثماني سنوات، والده كان قد توفى في حادث ايضا منذ خمس سنوات، وكان علام هو من تبقى لها في الحياة، كان مستقبلها وحاضرها أيضا وراح ايضا في غمضة عين، حكت أم علام عن خجل مصطفى وابتعاده عن اصدقاء السوء وعن تعليمه لها ما كان يتعلمه في المدرسة، ثم حكت عن ابنة عمه المدرسة التي لحقت به في الحادث أيضا وكان متعلقا بها..

أم علام كانت صغيرة في السن هي أيضا لم تبكي ولكنها حاولت، لكن جرحها كان أصعب وأثقل من ان تبكي عليه، الدموع في بعض الأحيان تكون راحة صعبة المنال..

فماذا اذا رأيتم من الأطفال لتسرقوا حياتهم؟ ماذا رأيتم من الأمهات لتسرقوا أرواحهم ومستقبلهم؟ كيف تنامون ليلكم وأنتم تقتلوننا قتلا منظما؟ تقتلوننا لتسرقوا بيوتنا كما في القرصاية..تقتلوننا لتسرقون حقنا في الذهاب الى المدرسة كما في اسيوط.. تصمتون عن قتل اخواتنا في غزة وفي يدكم المقاومة والدعم الحقيقي وليس الرمزي..
هرمنا من شيل الهموم والعجز عن مداواتها...

 كل هذه الكلمات لن تعبر عن حجم حزن الامهات والابهات الذين فقدوا اطفالهم..وهي ليست شهادة فليس هناك ما اشهد به لكنها محاولة للتخفيف عما اشعر به من عجز وغضب وحزن واحباط....

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

اكتئاب ما قبل عيد الميلاد

غالبا كل سنة بكتئب الشوية اللي قبل عيد ميلادي
عشان اتعودت احاسب نفسي على كل سنة عدت
بس السنة دي الموضوع زايد شوية
يمكن عشان محمود مش موجود السنة دي؟!
ويمكن عشان ذكرى مجزرة محمد محمود؟!
يمكن اكتئاب تغيير المواسم اللي جه مع عيد ميلادي عشان الشتا اتأخر؟!
مش عارفة

لما بكتئب بتتقلب كل الحاجات اللي انا واثقة فيها
ومؤمنة بيها واللي هي مصدر سعادتي غالبا
الى مصدر تعاسة وكل حاجة بتتلخبط
ومببقاش شايفة غير الوحش اللي عدى والوحش اللي جاي

السنة دي هاكمل 27 سنة وعارفة اني حياتي مليانة أحداث
سواء احداث شخصية او امتدادات عائلية والسنة دي لوحدها كانت مليانة احداث لطيفه
 بس حاسة انه في حاجة راحت مني...

عارفة انه عندي انجازات بس حاسة انها توقفت لاني زي كل سنة بحط شوية امنيات
عبيطة او كبيرة للسنة الجديدة..بس السنة دي مش عارفة احط امنيات
والدنيا متكركبة فوق دماغي..وحاسة اني عجزت فشخ
يمكن عشان في شوية قرارات كمان واخداها في حياتي العملية ومأجلة تنفيذها
وعاملة تقل على قلبي..
يمكن بقيت بخاف اكتر استغني عن حاجات او ادخل في حاجات جديدة...

من زمان وانا بحب ادخل تجارب كتير وبالنسبة لي ده مصدر غنى
ومايهمنيش التراكم في حته بعينها يهمني اني ابقى عملت كل حاجة كان نفسي اعملها خصوصا اني بكره الروتين والايام اللي شبه بعضها...
دلوقتي حاسة اني غلطانة لانه في وسط الزحمة دي مفيش حاجة معينة انا متأكدة اني هاكمل فيها علطول
كنت بقول لنفسي انه مفيش داعي للتعجل وانه العمر كله هو معمل تجارب وانه مفيش سن معين لازم الناس تقرر فيه
هي عايزة تكمل في ايه في حياتها!!
بس دلوقتي مش متأكده...

يمكن اصحى الصبح واقول ايه العبط اللي كنت فيه ده ويمكن لأ..
ويمكن العفاريت اللي في دماغي دي تهدى لما اخلص فضفضة..
يارب عدي الايام دي على خير...

الأحد، 28 أكتوبر 2012

هوت شورت

انتهينا من الإحتفال في ذلك البار الخشبي المفتوح على الميدان الذي يتوسطه تمثال أخضر لم أتبين هويته
البار على غير عادة البارات التي زرتها من قبل، ذو نوافذ واسعة ومفتوحة على الشارع الذي بدى لي وكانه في مكان ما يحمل روح وأجواء لاتينية.
كما أن البار لا يحبسه سقف فيمكنك  بسهولة رؤية البنايات الملونة القديمة التي تحيط بالميدان الواسع جنبا إلى جنب مع السماء الصافية شديدة الزرقة.
بجوار البار مقهى صغير لا تزيد مساحته عن مساحة البار ولا يحتلف تصميمه عن البار سوى في بعض الكراسي والموائد الخشبية المرصوصة في الساحة المقابلة لهما

خرجت وصديقتي من الباب وكانت الشمس تنتصف السماء
وعلى غير العادة ايضا كنت أرتدي هوت شورت
تقدمنا خطوتين إلى الأمام  وإذا بجموع غفيرة من البشر تركض نحونا هاربة من شئ ما
إتضح أن هذا الشئ هو قوات الأمن التي تطارد المتظاهرين

توقف المتظاهرين حولنا وسعدت جدا بوجودهم وأردت الهتاف معهم
ولكني إنتبهت فجأة أنني أرتدي هوت شورت!!
حاولت جاهدة إطالة الشورت قليلا كي يصل إلى ركبتي لكن دون جدوى
بقيت في مكاني بعد أن صار المتظاهرون في كل مكان
ودون أن أجد مخرجا واحدا للهروب
شعرت بالخزي الشديد لعدم إتساقي مع الحدث
وظللت أردد في رأسي " كيف أتظاهر وأنا أرتدي هوت شورت"؟! 

الأحد، 30 سبتمبر 2012

Africa the wonder land

افريقيا الارض الخضراء
أرض الذهب والثروات
الأرض المنهوبة
الأرض المريضة
أهلكتها أمراض مصطنعة من وحوش الصناعات الدوائية العالمية
وأهلكتها أمراض الطبيعة
أهلكها فقر الأرض وغناها المسلوب
أهلكتها حروب وكوارث
أهلكها الإستغلال والاستعمار
ولكن تظل افريقيا اجمل بقاع العالم على الاطلاق

حين كنت ابحث عن صورة للمدونة لطريق دون نهاية
وجدت صورا كثيرة ولكنها كانت باردة جافة
وحدها صورة هي الاكثر حيوية  بين الصور
هي صورة افريقية برمالها الحمراء وشمسها المشرقة

لم أزر أي بلد إفريقي
ولكني اتمنى ذلك
هي بالنسبة لي
مثل اغاني سليف كيتا
لا أفهمها لكنها تبهجني دائما
الالوان تبهجني
الحيوية والجمال في عيون
الاشخاص

Yamore salif keita

لو هناك عدالة على هذه الأرض لامتلكت افريقيا
ما تستحقه من ثروة وتطور وحياة كريمة لمواطنيها
ولكن العدالة في مكان آخر

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

زيارة صديق

حين رايتك يا صديقي في ذلك المطعم الصغير تجلس مع اصدقائنا
لم أصدق عيناي
هاجمتك لمعانقتك  كالمعتاد ولكن هذه المرة مختلفة
فكم افتقدك يا صديقي
لم أرد تركك على الرغم من محاولاتك للفكاك
ظننت أنني لو عانقتك بقوة لن تذهب ثانية
لا أذكر باقي تفاصيل ذلك الحلم
لكن أشكرك يا صديقي على زيارتك لي
لا تعلم كم اسعدتني تلك الزيارة
لا تقطع بي يا محمود أينما كنت
فهكذا كانت صداقتنا
فترات طويلة دون لقاء
ولكننا كنا نعلم أننا سنلتقي
فإلى لقاء يا صديقي

السبت، 22 سبتمبر 2012

رغبات بسيطة ومستحيلة

انه الخريف مجددا...
ها هو يأتي برائحته النفاذة القوية ورياحه الخفيفة الطيبة..


لا أدري لماذا ترتبط مواسم ما بين المواسم بتدفق هائل من الذكريات والاسئلة حول الوجود
الربيع هو الأحب الى قلبي ولكني استمتع بالخريف ايضا
اما الشتاء فهو بيئتي الطبيعية ولدت به وفيه اشعر بالاطمئنان
لم أحب الصيف سوى بجوار بحر أو سماء صافية نادرا ما يتوفر لي البقاء جوارهما


ولكن ليس هذا هو ما أفكر به الآن
أفكر في قصص متقطعة وأسئلة صعبة دون إجابة
مستقبل غامض ولكنه مثير بالتأكيد
أسأل عن نفسي عن السعادة وعن الرضاء
عن السلام الداخلي للبشر
عن الخيال عن أفعال بشرية كثيرة أعجز عن فهمها
يقوم بها أصدقاء أو غرباء أو أقوم بها أنا
أتساءل عن جدوى الأشياء
هو برميل الكآبة إذن؟
لا أظن ذلك فأنا لست مكتئبة بل على العكس
متحمسة بالفعل لأن أبحث عن إجابات


في مثل هذه الأجواء أحاول الهروب من الروتين اليومي القاتل
أرغب في  يوم أو أيام خارجة عن المعتاد
ربما تنبني فقط على مصادفات دون أي تخطيط
كأن اسير في الشوارع دون وجهة
كأن أمسك بورقة وقلم دون هدف محدد
كأن أرسم بألواني المفضلة شكلا ليس له هوية
لكنه يشعرني بالسعادة والرضاء عن نفسي
يذكرني بقدرتي على صنع تفاصيل مبهجة في حياتي


هل سأفعل ذلك حقا أم سأكتفي بكتابة ما أرغب فيه؟
ربما لا أتمكن من فعل شئ وتظل رغباتي رهينة بعض الكلمات
وعلى الرغم من أنها رغبات بسيطة
إلا أن ذلك الوحش المسمى بترس الحياة بما فيه من مسئوليات وضرورات واولويات
يمسكنا جميعا من أعناقنا
يقيدني..  انا مضطرة للخضوع له 


كنت أظنني قادرة على كسر كل القيود
ولكن ما لم انتبه له
أنني بينما كنت أكسر قيدا كان آخر يلتف حول عنقي

الأحد، 26 أغسطس 2012

تهديد على الهوية

ماذا تفعل ان شعرت بالاستهداف
إن كان هناك من يلاحقك مهددا اياك بالقتل انتقاما منك لغرض ما في رأسه
فماذا ان كنت مضطرا الى النزول الى الشارع دون قدرة على التعرف على من يهددك
ربما يكون حارس العقار او صاحب الكشك المقابل وربما يكون احد المارة
ربما تحمل معك سلاحا لتدافع به عن نفسك إن هاجمك احدهم
ولكن هل سيكفي هذا  لتشعر بالامان
لازلت مهددا
لازلت خائفا وربما متحفزا
لازلت تشعر بانك مستباح

فلتتصور نفسك في تهديد من نوع آخر
تهديد بالقتل على الهوية
ربما تكون واحد من تلك الاقليات في بلد اشتعل فيه حرب اهلية 
ماذا ستفعل وانت لا يمكنك اخفاء هويتك المستهدفة
ستحمل معك سلاحا ولكن لن تشعر بالامان
وستشعر ايضا انك مستباح

فلتتصور نفسك تائها في غابة ذهبت اليها سائحا
ولكن شاءت الأقدار أن تجد نفسك وحيدا في مواجهة بعض الضباع
يرغبون في افتراسك ومستعدون لذلك

مرعب ذلك الإحساس اليس كذلك!
مرعب حين تتهدد حياتك
ولكنه مرعب ايضا حين تتهدد حريتك
وحين تتهدد انسانيتك 
وحين تشعر أنك مستباح
دمك مستباح لأنك لا تشبه الآخرين
جسدك مستباح لأنه جسد لأنثى وليس لرجل مثل الآخرين
حريتك في فكر أو تصرف مستباحة لأنك تتجاوز ما وضعه الأولون من قوالب وتفكر

فلنقر إذا بحالة الرعب تلك
وبما أنه هناك حياة عليك أن تعيشها
فإما ان تجد مخبأ أبديا
وإما ان تتحول الى فان دام
قاهر الأسود ومروض الوحوش
لتحمي فقط بعض من حقوقك البسيطة
كتنفس الهواء

ماذا إذا لو فهم من يهددك بالقتل أنك لست عدوا له
وماذا إذا لو فهم من يهاجمك بسبب هويتك أنك  وهو إنسان
وأن الإنسانية تجمع ولا تفرق وأنها هي الأصل
وكل ما عداها إختلافات مستحدثة مهما قدمت
وماذا لو عرفت الضباع إن 
" كتير على واحد مش رجولة يا كباتن"

ماذا لو فهم الجهلاء أن الهواء هو أصل الحياة وأنهم إن رغبوا في منع الهواء
عن أنفسهم ليموتون اختناقا فليس باستطاعتهم خنق الآخرين
وماذا لو فهم الرجال أنهم والنساء في نفس المركب المختل توازنه
ماذا لو توقف التهديد على الهوية




الجمعة، 10 أغسطس 2012

notes to self

في حاجات من الالطف انها تكون مجرد ذكريات 
وفي حاجات من الافضل انك تستناها

في حاجات من الافضل انك تاخد منها لحظات بسيطة وتعدي
وفي حاجات من الالطف انك تعيشها فترات اطول

اماكن واشخاص كتيرة... بتحصل المشكلة لما احاول احط المكان او الشخص في خانة غير بتاعته

الحياة واسعة جدا وفيها دايما جديد مش مرتبط باي عمر ولا باي قيود ممكن اتوهم انها نهاية الدنيا
الخوف من المجهول او من ردود الفعل هو اكبر وهم في الحياة
انا اخترت اكون مختلفة مش من باب الاختلاف بس لاني ارتحت للاختيارات غير التقليدية ولاني اتخنقت جوة القوالب ولاني قادرة احمي اختياراتي واتحمل مسئوليتها

القالب بيشدني دايما ناحيته والتفاصيل اليومية والروتين بينسيني ان الدنيا براح والخوف من المجهول بينسيني قوتي وبينسيني كل قراراتي اللي اجلتها لحسابات وهمية واتضح لي انها شكة دبوس بعد كده  او القرارات اللي عملتها بتحدي وماندمتش عليها

الثلاثاء، 31 يوليو 2012

هحتفل بعيد ميلادي ازاي من غيرك يا حوده...

اول عيد ميلاد ليه اتأخر فيه جدا على بيتنا واحتفل بيه في فلوكة ومامتي تكلمك تقولك كل سنة وانت طيب ومامتك تكلمني تقولي كل سنة وانت طيبة كان في 2007  فاكر يا حوده؟؟
 اكيد فاكر لانك كل ما كنت بتعرفني على حد من صحابك كنت بتقوله او بتقولها دي هدير صاحبتي اللي مولودة في نفس يوم عيد ميلادي..


فاكر الرسمة اللي رسمناها عالحيطة سوا بتاعة محمد وشتينا والعيال؟؟

طب فاكر اغنية بتناديني تاني ليه؟؟
فاكر اغاني المهرجانات اللي كنت دايما تشغلهالنا واقعد اتخانق معاك عشان تغيرها؟ 

فاكر لما ادتني الفودكا على انها ميه وتفتها كلها في وشك؟؟
فاكر كل حفلاتنا وقعداتنا سوا احنا واصحابنا؟؟

فاكر ازاي لما كنت بشوفك من اول الشارع كنت بجري عليك واتشعبط فيك زي العيال ونفرج الشارع كله علينا؟؟
جنان كتير عملته بتلقائية وانا في صحبتك يا صاحبي وكانت من اسعد لحظاتي ..

فاكر يا حوده اسكندرية ياما  مشينا فيها انا وانت ومحمد وتامر؟؟
وبيتكم الدافي اللي عرفتني فيه على احلى قمرتين في الدنيا وعلى احلى ام واحلى اب في الدنيا؟؟
لما قعدنا نرسم ونلون سوا..

فاكر يا حوده الفستان الاصفر الحلو اللي جبتهولي من فرنسا هو والحلق الابيض المدور المنقوش عجبوا كل اللي شافهم وكنت دايما بقولهم محمود صاحبي جابهملي بس انا مالحقتش اقولك الكلام ده ..

فاكر لما شفتك يوم 28 يناير في ميدان طلعت حرب وكنت اول صاحب قريب اشوفه يومها و بعدها علطول اقتحمنا الميدان؟؟
فاكر كل الاوقات اللي كنت انت موجود فيها يا حوده؟اللي هي كانت من احلى الاوقات في حياتي؟؟
انا عارفة انك فاكر زي مانا فاكرة مع ان الدنيا خدتنا من بعض..
مش محتاجة البس اسود ولا لبسته عشان عارفة قد ايه بتحب الالوان وانت اصلا صديقي صاحب الضل الملون لو مش في لبسك يبقى حواليك يبقى عينك اللي كانت تلقط الالوان الحلوة في كل حته يبقى رسوماتك يبقى الحاجات الحلوة اللي كنت بتحب دايما تعملها بايدك..عشان كده هافضل طول عمري لما البس حاجة ملونة او اشوف حاجة ملونة افتكرك يا صاحبي ..


انا اسفة اني قعدت شوية من غير ما اسال عليك ولا اشوفك..هتوحشني يا صاحبي..
انا اسفة يا حودة بس كنت عارفة انه لما هييجي يوم عيد ميلادنا لازم هتكون اول حد يكلمني ويقولي كل سنة وانت  طيبة وانا ارد عليك واقولك كل سنة واحنا طيبين..

هاحتفل ازاي يا حوده بعيد ميلادي كل سنة في سنين عمري وانت مش موجود؟؟!!

الثلاثاء، 24 يوليو 2012

من حقي امشي في الشارع


من حقي انزل من بيتنا الصبح رايقة او متضايقة وامشي في الشارع مش شايلة هم عيل اهبل سخيف او حتى لطيف هيقرر يرمي كلمة تعكنن عليه....

من حقي امشي في الشارع وانا شايلة هم الشغل او الدراسة او الفلوس او اي حاجة ومايجيش واحد  ويقرر يطلع عقد نقصه عليه بمعاكسة سخيفة او بكلمة تحرش...

من حقي امشي في الشارع وانا متحققة في حياتي المهنية والخاصة وبفكر في مستقبلي مايجيش عيل تافه يتعامل معايا على اني شئ ماشي بثير غرايزه لمجرد اني بنت...

من حقي امشي في الشارع في مسيرة او مظاهرة او في اعتصام وبطالب بحقوقي وبحقوق غيري ومابقاش بتلفت حواليه خوفا من تحرش وسط الزحمة....

من حقي امشي في الشارع وانا لابسة الوان وماحسش بالذنب او بالخوف ان الالوان هتلفت نظر حيوان معدي فيقرر ييجي يضايقني والا البس سواد في سواد وتبقى عيشتي نكد....

من حقي  امشي في الشارع من غير ما في كل خطوة اتخانق وازعق واشتم والم الناس عشان اعلم واحد الادب وتروح طاقتي واعصابي في العبث ده بدل ما تروح في حاجات مفيدة....

 من حقي امشي في الشارع وانا زهقانة وبسمع مزيكا  وسرحانة في اي حاجة تخصني من غير خوف او قلق من عربية معدية او عيل رذل....

من حقي اجوع واكل في الشارع او اشرب عصير في الشارع او اكل ايس كريم في الشارع من غير ما حد يستظرف على امي وانا رايقة ومبسوطة...

من حقي وانا ماشية في الشارع  لو واحد ضايقني او اتحرش بيه اني اطلع عين امه واوديه القسم واشتمه حتى باوسخ الالفاظ لانه ماحترمش ابسط حقوقي وهي اني امشي في الشارع في حالي...

من حقي وانا ماشية في الشارع محدش يتعامل معايا على اني شئ بفطره في رمضان او بثيره مهما كنت لابسة لاني مواطن زيي زيه وعندي نفس المشاكل اللي عنده ونفس الهموم....

من حقي وانا ماشية في الشارع مايجيش عيل بريالة مبيفهمش يتصور انه داعية او مؤمن في نفسه كده ويشتم او حتى يقولي البس حجاب او البس ازاي لان دي حاجة تخص علاقتي انا لوحدي بربي...

من حقي امشي في الشارع  في الحر ده البس حاجات خفيفة وبنص كم وقصيرة على فكرة زي ما من حقك تلبس شورت
وتيشيرتات الوان ياما تلبس جلابية سوده بكم وساعتها ممكن اعمل زيك  ....


****
من حقي ماسمعش كلام تافه بتاع:
 اصل الشباب مكبوت، لا على فكرة والبنات مكبوتين بردو واذا كان الواد يعرف يتصرف مع عاهرات فعلى فكرة البنات ماتعرفش...
اصل الشباب مش لاقي شغل وظروفه صعبة، والبنات على فكرة مابيلاقوش شغل وبيقوا مطالبين يصرفوا على نفسهم او على عيلة وبتبقى ظروفهم صعبة...
اصل البنات بردو لابسة عريان وبتثير الغرائز، بالنسبة للشورتات والقميص المفتوح للصدر والبرفانات الحلوة دي مابتثيرش غرائز البنت ولا مش من حقها!!!!!

زي ما بتتفشخ في الشغل انا بتفشخ، زي ما بتفلس انا بفلس، زي مابتتحر انا بتحر، زي ما بتتبهدل في المواصلات انا بتبهدل، بجوع وبعطش وبتعصب وبشيل الهم بدري ، مافيش حد احسن من حد ومفيش حد اقل من يبقى نحترم نفسنا وكل واحد يخليه في حاله .......

 ****

انا مش شئ انا مواطنة زيي زيك ياروح امك منك له ومش حاجة زيادة كده عشان تيجي تطلع كل عقدك وسوادك وخراك عليها ولما ادافع عن نفسي تقولي مش محترمة وده ابسط حق من حقوقي اني امشي في الشارع  واني اعيش حياتي اللي هي اصلا فيها حلوها ووحشها من غير مايبقى التحرش والمعاكسة والسخافة هو الخراء اليومي لكل بنات وستات مصر ، بس انا بدافع وهدافع عن حقوقي بكل شراسة وبكل عنف مضطرة للأسف لاني في مجتمع مش بس ذكوري  ، ذكوري غبي ومعقد ومريض..






الخميس، 12 يوليو 2012

سلحفاة مائية والطريق الى العجوزة

منازل عدة اتنقل بينها كعادتي منذ الطفولة ولكن ما لم يكن معتادا تلك العلاقة الطيبة التي تجمعني بوالدي لدرجة تجعلني في حيرة ايهما اود المكوث معه من شدة التفاهم بيننا !!!بيوت لم امر بها قط ولكن اكثرها وضوحا كان منزل نيلي "عوامة" تشبه عوامات الكيت كات ، ولي بها غرفة بشرفة واسعة تطل على النيل مباشرة دون حواجز- واحد من احلام حياتي الكثيرة ان اسكن في عوامة، العوامة لابي ومن الواضح انه كان لدينا ضيوف، بسبب اصوات النقاشات المتعالية عن الثورة في الخارج، ويبدو أيضا انني تمسكت بعالمي الموازي الذي اختبئ فيه منذ اسابيع فذهبت الى غرفتي وتحديدا الى الشرفة.....
الشمس تنتصف السماء وتعكس آشعتها زرقة في المياه الصافية بغير المعتاد أيضا ، فجأة وفي عز تشكيلاتي للألوان من حولي أرى سلحفاة مائية كبيرة تبحر على سطح النيل وكأنها "لانش"  سريع وتحاول اللحاق بها سلحفاة أخرى صغيرة بسرعة  أقل.. تابعت السلحفتين حتى وصلتا الى الشاطئ المجاور لي وإذا بهما يتحولان الى رجل في ربيع العمر وطفل صغير ينظران الي ثم يوجه الرجل سؤالا لي بلهجة ريفية  عن مكان  مستشفى  العجوزة...أقف مذهولة كالعادة ولا أرد ..

الجمعة، 18 مايو 2012

الشعب مش جاهل والبلد مش وسخة

بقالي فترة وانا عايزة اكتب في الموضوع ده...لانه بقى زيادة قوي وبقى "اووفر"....زمان لما كانت الناس بتشتم في الشعب وفي البلد بتضايق بس على الاقل بلاقي مبررات..لكن دلوقتي مش لاقية  اي مبرر لاي شخص يدعي في نفسه العظمة والافضلية عن باقي الناس عشان يشتم فيهم لانهم مابيفكروش زيه..لانهم ادوا صوتهم للاخوان..لانهم قالوا نعم في الاستفتاء!!!!!!!!!

بينسوا انه الشعب اللي بيشتموه ده قام بثورة نزل فيها حوالي 20 مليون مواطن واذا حسبنا نسبة السكان في الفئة العمرية الشبابية هنلاقي انه عشرين مليون ده عدد مش قليل خالص.. وانه الحقيقي انه في الثورة دي الشعب هو اللي خد النخبة في سكته مش العكس..
اما البلد اللي بيتقال عليها انها وسخة دلوقتي وعمرها ماهاتنضف مش عارفة ازاي مع كل هذا الحراك السياسي والاجتماعي في البلد مش قادرين الناس الشتامين دول انهم يشوفوا بارقة امل

الحاجة التانية بقى انك بصفتك نخبة كده واحسن من غيرك زي مابتقول ده قبل ما يكون ميزة هو واجب ولو شايف انه في ناس بيتم استغلالها لنقص في المعرفة فالمفروض تتوكس وتحط راسك في الارض وتسكت لانك مقصر في دورك ..اللي هو مش التوعية بالمعني الكيتش بس العمل العام اللي المفروض بتوصل فيه وبتشرك فيه كل فئات المجتمع سواء كان بقى فن ولا سياسة ولا ثقافة ولا اي حاجة ..وفي الاخر تبقى قاعد على القهوة في وسط البلد ولا في بيتك في وسط البلد بردو ولا الزمالك ولا غيرها ومتعالي على شعب محاولتش حتى قبل ما تشتمه تقدر انه لو تم استغلاله بشكل ما فده غير انه نتيجة لوكستك فده نتيجة لظروف معيشية واقتصادية وتربوية منيلة بنيلة...

انا مش كاتبة التدوينة دي من باب الوطنية او المزايدة لاني بردو ممكن في موقف من المواقف اقول بلد وسخة من باب الحمقة او شعب جاهل بردو من باب الحمقة بس مابعلنش ده في كل حتة ومبقولهوش طول الوقت

 نيجي للناس بقى اللي بيقولوا الكلام ده عمال على بطال ويقولولك انه الشعب المصري ماينفعش ينتخب ولا يبقى له صوت لانه مضحوك عليه...مين قالك انك اذكى من الشعب اللي بتتهمه بالجهل ومين قالك انك عندك الاجابة والحل لكل حاجة وهو ماعندهوش..ومين قالك انك قاري كتابين تلاتة زيادة فانت بتفهم احسن من الشخص الامي_ اللي هو بالمناسبة ممكن يبقى فاهم اكتر منك بكتير_ وبتتعامل مع نفسك على انك نخبة فبتتعالى على الناس اللي برة هذا التصنيف...مع انه الناس دول في منهم اهلك لانه مش كل النخبة اهلها نخبة بردو..ولو كان القرايب المباشرين نخبة هتلاقي قرايب بعاد مش نخبة...المهم يعني انه في الاخر ده تعالي وحتى من غير اساس يدعو للتعالي يعني ماشفتش حد بصراحة من اللي بيشتموا البلد والشعب عمال على بطال لا متميز في شخصيته التميز  "الفزيع "ولا  في انجازاته العملية او حتى الشخصية ولا عنده مشروع فشيخ ماحصلش يخليه يحس بنفسه كده على البشر فيتعالى عليهم..

بتنادوا بالعدالة والمساواة بين البشر يبقى انت بني ادم وغيرك بني ادم ومفيش حد احسن من حد مهما قريت وخدت شهادات ليكوا نفس الحقوق واهمها تقرير شكل الدولة والمجتمع اللي انتوا الاتنين عايشين فيه مع بعض..يأما تعترف انك شخص مستبد وعنصري ولا تنادي بحقوق متساوية للبشر وتريحنا وتريح نفسك وساعتها اشتم بقى براحتك..بس خليك واضح مع نفسك ومع اللي حواليك

انت مختلف عن  المجتمع..اه ، وهو في اوقات كتير مش بيتقبل اختلافك ..اه، وبيكفرك ويحاول يفرض عليك تبقى شبهه..اه ، بس انت راضي بشكل او باخر انك تعيش في المجتمع ده وقررت انك تكون مختلف فبتاخد مساحتك وبتخش معركتك في ده وبتفرض على المجتمع تقبل اختلافك ،وده مش معناه انك احسن او هو اغبى واجهل،  وبالمناسبة ده بيحصل مع اي شخص مختلف في العالم عن مجتمعه..يعني بلاش الانبهار الزيادة في النقطة دي تحديدا بالمجتمعات الغربية او غيرها لانه انبهار خيالي ومراهق..لانه نفس الناس اللي بتشتم في البلد والشعب بينبهروا طول الوقت بالمجتمعات التانية عشان احسن مننا..على فكرة خلاص ببساطة روحوا هناك وعيشوا اختلافكوا بسهولة وبدون معارك وعيشوا مع المجتمعات النضيفة اللي بتفهم وبتستحمى...وابقوا قابلوني

الاثنين، 9 أبريل 2012

الفهدة العداءة كيتا

نقلب بين القنوات فلا نجد هربا من مشاهدة قناة الناشيونال جيوجرافيك والتي تعرض حلقة عن الفهدة العداءة التي تصطاد الغزلان من اجل اطعام اشبالها الصغار بينما تواجه الضباع والاسود حتى لا تفترس اطفالها وضف على ذلك حظها التعيس في ذلك اليوم ....

اقع في ازمة وجودية بين التعاطف مع الام واشبالها والذين يواجهون خطر الموت من قلة الطعام او خطر الافتراس بينما اتعاطف مع الغزلان ايضا الذين يقعون تحت تهديد الموت او يتم افتراسهم بالفعل...تنتهي الحلقة على التليفزيون فنشاهد فيلما...لكنها لا تنتهي في عقلي الباطن

اخرج من مكان يشبه المدرسة في منطقة جغرافية تشبه حي السادس من اكتوبر ،البيوت قليلة والزمان هو موعد خروج التلاميذ والموظفين، يسيرون بالشارع فالحق بهم ،بالجوار ارى اسدين يجلسان في حديقة المدرسة على بعد امتار والناس تسير بجوارهم دون اي اكتراث.يصيبني الفزع فاعدو للحاق بالزحام على جزيرة في قلب الطريق وفجأة انظر بجواري فأجد الفهدة العداءة تسير بجواري والتي علمت بأنها انثى لوجود "قصة" سوداء على جبهتها، صعقت فوقفت مكاني غير قادرة على الحراك..فكانت المفاجأة الاكبر تحدثت الي الفهدة مطمئنة بأنها صديقة وليست عدوة ثم قالت لي" هاي انا اسمي كيتا انتي اسمك ايه؟" وقعت في معضلة حسابية معقدة لقياس درجة الخطر الذي اتعرض له فكان الاختيار اما العدو ولانها سريعة فبالتأكيد ستلحق بي أو مجاراتها حتى لا تغضب مني..وكان اختيار مجاراتها هو الفائز..قلت لها" هاي كيتا...حلوة القصة بتاعتك خالص..انا اسمي هدير..وبشتغل هنا في المدرسة" فردت" اااه..ده احنا جيران بقى ..انا عايشة في جنينة المدرسة..لازم تعدي عليا وتتعرفي على العيلة" فقلت لها"طبعا..طبعا" سأفعل ذلك في الغد، لأن على الذهاب الان" قالت لي " ماشي فرصة سعيدة..وهاعملك اكلة محصلتش عالغدا" تنفست الصعداء فلقد ذهبت كيتا وفي رأسي صورة لي وأنا افترس وجبة الغذاء التي وعدتني بها وهي غزالة نيه..كدت ان اصيب بدوار من الصورة..ثم استيقظت من النوم على الفور..

السبت، 31 مارس 2012

احلام غير عابرة

عادة لا اتذكر الاحلام ولا استطيع تفسيرها.. ولكن بقى معي على مدار سنواتي الستة والعشرين حلمان تكررا كثيرا خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة.....

الاول اقف فيه في بلكونة كبيرة في بيت والدتي وتقف امامي حيّة اكبر مني وبرغم انني اخاف الحيّات والثعابين الا انني اقرر الامساك برقبتها وخبط رأسها بالحائط حتى تتهشم تماما فتموت...واجهت الحيّات كثيرا في حياتي وفي اغلب الاوقات انتصرت عليها لكن في اوقات اخرى كثيرة هزمتني تاركة اثارها على وجهي و ذراعي...

الثاني اقف فيه في مكان مجهول لكنه يشبه مدن القنال قليلا..شارع ترابي واسع يحيطه منازل ذات طابقين على جانبيه ، في منتصف الشارع يسير بجواري قطار على شريط طويل لا نهاية له...وأنا اسابق هذا القطار عدوا الى جانبه..او بمعنى أدق اطير الى جانبه، المس الارض فأطير وارتفع لارى الطابق الثاني من البيوت المجاورة..انظر داخل كل بيت واستمد منه بعض الدفء ثم اعود لألمس الارض مجددا واحلق في السماء مثل محاربين الساموراي في الافلام ..لا أشعر بالتعب مطلقا ولا تسيطر علي رغبة في تحدي القطار وتجاوزه.لكنني اسابقه...على الرغم من تكرار ذلك الحلم كثيرا الا انني لم اعلم ابدا من منا سبق الاخر


في الاحلام تكون الرائحة اكثر انعاشا
وتكون اشعة الشمس اكثر دفئا واشراقا
وتكون الالوان والاشكال اكثر جرأة ووضوحا
في الاحلام نكون احرارا

الأربعاء، 21 مارس 2012

تحية لامهات اخواتنا من الشهداء

تحية ليهم من القلب، السنة دي ماجتلهمش هدية هم اللي قدموا اكبر تضحية ممكن تقديمها ولادهم ولانهم مش هيسمعوا كل سنة وانتي طيبة يا أمي ياريت كلنا نكلمهم او عالاقل نبعتلهم رسايل نواسيهم ونقولهم اننا ولادهم ومش ناسيين اخواتنا اللي استشهدوا غدر


• ماري اخت الشهيد مينا دانيال 01224651654

• والدة الشهيد خالد سعيد 01009283502

• والدة الشهيد إسلام رأفت 0128273772

• والدة الشهيد مينا نبيل 0171251262

• والدة الشهيد أحمد بسيونى 0164455070

• والدة الشهيد شهاب حسن شهاب 0178494534

• والدة الشهيد طارق مجدي مصطفى 0182640951

• والدة الشهيد خالد عطية شحاتة 0107816993

• والدة الشهيد أحمد عبد الرحيم السيد 0101101898

• والدة الشهيد ولاء الدين حسني محمد 0117674078

• والدة الشهيد أحمد اهاب محمد فؤاد عباس 0222741042

• والدة الشهيد خالد علي أحمد يوسف 0121245178

• والدة الشهيد ابراهيم رضا محمد 0161164719

• والدة الشهيد يوسف فايز ارمانيوس 0170307266

• والدة الشهيد حسين طه 0180592465 / 0177567042

• والدة الشهيد حاتم حسين محمد 0824404961

• والدة الشهيد ابراهيم سمير احمد محمد سعدون 0122995120

• والدة الشهيد مصطفى العقاد 0101974108

• والدة الشهيد جرجس لمعي موسى 0161732171

• والدة الشهيد مصطفى الصاوى 0199616141

• والدة الشهيد ابراهيم علي صالح 0146331935

• والدة الشهيد عبد الرحمن صبحي عبد الغني 0110532616

• والدة الشهيد خالد محمد محمد السيد 0126124175

• والدة الشهيد أحمد سالم عيسي محمد 0179750765 / 086- 3300218 رفح منزل

• والدة الشهيد أحمد سمير السيد 23200620 / 0127365625

• والدة الشهيد أحمد صابر مصطفي 0195594174

• والدة الشهيد أحمد عبد الرحيم السيد 0101101898

• والدة الشهيد أحمد عبد العاطي سيد 0194966039 / 0119967385

• والدة الشهيدة أميرة سمير السيد دويدار 0124942836

• والدة الشهيد محمد متولي عوض 37296357

• والدة الشهيد أحمد ابو بكر العوضي 0170224537

• والدة الشهيد مهير خليل زكي خليل 0107728262

• والدة الشهيد سعيد أحمد الطوخي 0182818921

• والدة الشهيد محمد مصطفى 0113788229

• ارملة شهيد الزاوية عم موسى 0119706832

• والدة الشهيد محمد محسن 0197433449

• والدة الشهيد د. علاء عبد الهادي 01119394242 / 0403609018

• والدة الشهيدة هدير سليمان 01006888729


الأربعاء، 7 مارس 2012

الفاسد والمفسد ودور الضحية

أي دارس للعلوم السياسية او مهتم بها يعلم أن للفساد شقين الفاسد والمفسد ، والفاسد هو الفاعل الرئيسي مهما كانت ضغوط ومغريات المفسد، وهو يعتبر فاسدا حين يستغل سلطة ما في يده للتربح او لتفضيل شخص عن اخر لاسباب غير قانونية ودون فرص متكافئة للجميع ،فحين نقول مبارك أفسد الحياة السياسية باعتباره قد فرض نظاما فاسدا لتسيير امور الدولة نقصد انه كان يعتمد في تصعيد اشخاص معينة في الساحة السياسية والاقتصادية على ما يقدمون له ولأسرته وحاشيته من إتاوة او مزايا أو خدمات الى جانب إدخال العائلة المالكة في كل أمور الدولة فكانت السياسة من اختصاص جمال والبزنس والاقتصاد من اختصاص علاء والثقافة وحقوق المرأة من اختصاص الهانم. فتحولت الدولة كقطع من الشطرنج يحركونها كيفما يشاؤوا واحيانا وفق اهواءا تتعلق بفلان غلس أو فلانة كانت بتعاكس الواد وهكذا.....المهم بسهولة استفحلت قوة الفساد واستشرت على مستويات القيادات الكبيرة فالمتوسطة وحتى الصغيرة بجميع المؤسسات، ولم تعد عملا مشينا بل تحولت الى نظام معلن للدولة. ففلان ابن فلان او جار فلان او قريبه له افضلية عن غيره في تحقيق مصالحه، وحين اصبح الامر كذلك...وهو الغريب اصبح من المعتاد ان يطالب المفسد في حقه المكتسب بأن يكون لديه أفضلية على غيره من المواطنين فاكتسب هو الاخر جزءا كبيرة من البجاحة في هذا الطلب، بل ويصل الامر في بعض الاحيان ان يتهم الاشخاص ذوي الذمم النظيفة بالفساد لرفضهم تفضيل اشخاصا على غيرهم...هذا الأمر في غاية الخطورة... معاقبة الفاسدين أمر مفروغ منه وبأقصى عقوبة، لكن ايضا على المفسدين أن يعاقبوا مجتمعيا.....

بعد الثورة اصبح الأمر أكثر تعقيدا فبات من السهل جدا في ظل عبث خلط المفاهيم وقلب بعض الموازين وحساب معادلات منقوصة وعدم فهم او تجاهل الاصل في الاشياء ان يدعي اي شخص انه ضحية الفساد بينما هو في الحقيقة مفسد، مثلما اصبح من السهل ان يدعي اي فل انه مع الثورة بمفهومه الخاص ،أو ان يدعي أي شخص أن فلان خاين وعميل أو متخاذل ، او يدعي اخر ان ما يقوله او يكتبه من تحليلات سياسية هبطت نتيجة قدرة خزعبلية مفاجئة بعد الثورة انه مفكر سياسي المعي ويمتلك حل كل الألغاز ...ليس كل ما يلمع ذهبا. ولاي جريمة ثلاثة اركان القاتل والقتيل وملابسات القتل...وعلينا جميعا التأني في الحكم على الاشياء حتى لا نظلم مظلوما ونناصر ظالما فلقد اصبح هذا الامر واحدا من أهم افات الثورة، والتي كي تنتصر على اسس صحيحة علينا التمسك بالاصل في الاشياء ، علينا الوقوف في جانب الحق بعد التيقن ، هناك حقوق واضحة لا لبس فيها كالحق في الحياة والكرامة والعدالة الاجتماعية وهناك مواقف علينا ان نتخذ فيها موقفا سريعا يليق بحجم الحدث وإلا كنا متخاذلين ولكنني هنا اتحدث عن القضايا الملتبسة وهي كثيرة.....فقط بعض التأمل والتفكير يفيد ولا يضر..

الثلاثاء، 6 مارس 2012

جرافيتي الثورة

ادلق ميه وادهن بويه

خايف من حبة الوان!

صوت الثورة على الحيطان

بريشة ودوكو وكان ياما كان

هاحكي حكاية في الميدان

او على كوبري او عمدان

هارسم روحي في كل مكان

روح الثورة والشبان

اللي اتقتلوا بغدر جبان

هافضل اصرخ بالالوان

ضد الظلم والطغيان

ضد الضلمة والقضبان

الحرية مش احسان

والعدالة للانسان

وهاتبقى الثورة في كل مكان

وبره الصورة كل جبان

السبت، 3 مارس 2012

عن سطحية وتفاهة النظام في التعامل مع قضية النوبيين

ذهبت يوم الخميس الماضي الى معرض لمشغولات وتراث أهالي النوبة في الاوبرا والذي حضره وزير الثقافة الجديد شاكر عبد الحميد ومعه حاشية كبيرة من معاونيه، وكعادة الأماكن الحكومية وثقافة النفاق قام المنظمون للمعرض الذي يستمر عدة ايام بالالتفاف حول الوزير وحولهم صحفيو الجرائد القومية ليمنعوا الجمهور من التجول حتى يفتتح الوزير المعرض وليقوموا بتصويره متحدثا ومتباسطا وممسكا بمشغولات المشاركين بالمعرض!!! ولكنه نسي ان جزءا هاما من التباسط هو أنه طالما قرر النزول وسط الجماهير فعليه ان يصبح واحدا منهم او ان يكون الافتتاح خاص به وحده دون جمهور، على اي حال انا لا انوي في هذه التدوينة تناول امتعاضي من الوزير ومن هذه الثقافة..انا ارغب في التحدث عن احساس مقبض انتابني وانا بالمعرض...

في البدء علي ان اصف المعرض والذي يتنوع بين مشغولات يدوية ومنحوتات ولوحات تشكيلية ، واغلب المشاركين فيه من الفتيات الشابات النوبيات وبعض من النساء وقليل من الرجال. وعلي ان اعترف ان هؤلاء الفتيات الجميلات للغاية كانوا افضل ما بالمعرض لحماسهم ولطفهم الشديد ورغبتهم في ان يتعرف الناس على ثقافتهم وعلى لغتهم التي كانت معلقة على لوحات على بعض الحوائط، ومن هنا نذهب الى صلب المشكلة، فبين الحين والاخر تقوم الدولة بتنظيم مثل تلك المعارض تارة لأهالي البدو وأخرى لأهالي النوبة، وهنا علي التوقف والسؤال، هل يتصور ذلك النظام المركزي والطبقي الذي يحكمنا منذ 52 انه بتنظيم معارض للفئات المهمشة والتي اهدرت حقوقهم ولا تزال سوف يغفر لهم ما تقدم من ذنب وما تأخر؟؟؟ هل ابناء البدو يحتاجون الى بضعة جنيهات بعرض تراثهم وهم لا يجدون من الدولة اي خدمات ؟ وهل ابناء النوبة يعوضهم خسارتهم لأراضيهم ومعيشتهم الفقيرة بعض الاستعراض السطحي والتافه لحضارتهم الممتدة من عصر الفراعنة؟

الاجابة بالطبع هي لا.. أين قضية النوبة من الثورة التي تنادي بالعدالة ؟كيف يرحب بمشغولاتهم اليدوية لل"منظرة" وتقمع مظاهراتهم المطالبة بأرض بيعت لرجال الأعمال وهي موطنهم الأصلي؟ وقبلها استولت عليها الدولة في مشروع قومي ولم تعطهم اي تعويض؟كيف لا يدرس تاريخ هذه الحضارة للتلاميذ؟ وكيف لا يسمح بتدريس لغتهم في مدارسهم مع الحفاظ على اللغة العربية كلغة اساسية؟؟ كيف يتم قهر البشر بهذه الصورة وهدر حقوقهم ثم التباجح بمعارض هدفها من النظام هو الاستعراض

الثورة نادت بعيش حرية عدالة اجتماعية ولن تتحقق هذه الشعارات الا بالتساوي وضمان الحد الكريم لحياة كل المواطنين وهنا المعادلة لا يمكن ان تقتصر على الفقراء والاغنياء بل على المهمشين والمضهدين من النظام باشكال ودرجات مختلفة بدءا من مسيحيي هذا الوطن مرورا بابناء البدو والنوبة وابناء القرى والنجوع بالدلتا والصعيد وحتى القبائل التي تعيش في صحراء مصر

الثورة مستمرة وستنتصر

الأحد، 26 فبراير 2012

عزيزي مارس

لا حاجة بي لتقويم لاعرف انك توشك على المجئ
فان رائحتك المميزة تتنشقني بقوة وتحاصرني دون قدرة على الفرار
تأتي مثقلا بذكريات حدثت وامنيات لما يواتيها الحظ السعيد
تحضر معك هدايايا الصغيرة المخبأة في صندوق الطفولة
فأفتحه لاجد كل ما تركته او تركني، كل ما انتهت صلاحيته او بقى فيه بعض من حياة
اهيئ الجو العام واتجه الى ذلك الملف المحدد على جهاز الكمبيوتر الخاص بي
لأسمع ما اعتدت على سماعه من اغان صوفية اندلسية او قادمة من بلاد وازمنة بعيدة ساحرة
وأترك نفسي مستسلمة تماما فأنا لست أنا حين تكون في الأنحاء، تتفجر بي طاقة اكبر من الحب والتأمل وربما الحزن والألم ايضا
وكالعادة لن اتعجل رحيلك يا صديقي فلتأتي مرحبا بك ولترحل دون تعجل تاركا خلفك كل ما تحب من اثار حلوة ومرة
دون ان تبخل او تندم للحظة على ما فعلت

الجمعة، 24 فبراير 2012

تلك الاحيان

حين أتحول إلى ذلك الطفل الصغير الذي يصرخ باكيا لأنه منزعج دون أن يعرف سبب انزعاجه أو يتمكن من التعبير عنه.

أو حين أتمسك بمواجهة المشكلات الصغيرة والبسيطة مصرة على حلها هربا من مواجهة الأخرى الكبيرة والمعقدة.

حين افقد الثقة في قدرتي على فعل الأشياء التي طالما اعتدت على فعلها.

حين يثقل شعوري بالخفة المشابه لنسمة هواء تبحر بكل ثقة دون خوف ودون وجهة محددة فأتحول مثل حجر ثقيل ملتصق بالأرض لا يمكنه الإبحار أو التحرر من قيوده.

حين أقف مكاني متلفتة حولي فلا أتعرف على الأشياء أو الأصدقاء وكأنني بلا ذكريات فأشعر وسط الزحام باردا كان أم دافئا بالوحدة .

حين افقد الإيمان بكل شئ وحين افقد الإدراك لما أريد وحين افقد قدرتي على فعل أي شئ.

حين اعتقد أنني لست من أظن.

حين يتملكني الخوف من كل شئ ومن لا شئ.

اعرف تلك الأحيان جيدا لطالما مرت بي فاعتدت على زياراتها القصيرة المتقطعة لم تكن تفزعني، ولكن ما يفزعني الان أنها باتت كضيف ثقيل يطيل ويكرر في زياراته